هو أبو عقيل لبيد بن ربيعة بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
يروى أن أبا براء، وهو عم لبيد، واسمه عامر بن مالك بن جعفر قد وفد في رهط بني جعفر على النعمان بن المنذر، ومعه لبيد، وهو يومئذ غلام؛ فوجدوا عند النعمان الربيع بن زياد العبسي - وكان نديمًا له - مع تاجر من تجار الشام يقال له سرجون بن توفيل، وكان أديبًا حسن الحديث والمنادمة، فاستخفه النعمان، فكان إذا أراد أن يخلو على شرابه بعث إليه وإلى النطاسي متطبب كان له، وإلى الربيع، وهو وأخوته الكملة من الرجال، وهم الربيع وعمارة وقيس وأنس، وأمهم فاطمة بنت الخرشب الأنمارية-، فلما قدم الجعفريون على النعمان كانوا يأتونه لحوائجهم، فإذا خرجوا من عنده، وخلا به الربيع طعن فيهم، فصده عنهم، فدخلوا عليه يومًا فرأوا منه جفاءً وتغيرًا، وكان قبل ذلك يكرمهم ويقدم مجالسهم، فخرجوا من عنده غضابًا، ولبيد متخلف في رحالهم يحفظ أمتعتهم، ويغدو كل صباح بإبلهم فيرعاها، فأتاهم ذات ليلة فوجدهم يتذاكرون أمر الربيع، وما يلقون منه، فسألهم عما هم فيه