.............................................................
_____________________________________
وبين كونه من كبائر الذنوب، بسبب تأويله الذي ذكرناه، ولا أدل على ذلك من اجتهاده في يمينه أنه ما فعل ذلك غشًا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا نفاقًا، ولا ردة عن دينه ولا رضًا بالكفر بعد الإسلام، بل وأقسم أنه ناصح لله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -.
فقال - رضي الله عنه - بعد سؤال النبي - صلى الله عليه وسلم - له: (ما حملك على ما صنعت؟): «مالي أن لاأكون مؤمنًا بالله ورسوله» (?) وفي رواية: «والله ما كفرت، ولا ازددت للإسلام إلا حبًّا (?) وفي رواية: «لم أفعله كفرًا، ولا ارتدادًا عن ديني، ولا رضا بالكفر بعد الإسلام» (?)، وفي رواية: «أما إني لم أفعله غشًّا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا نفاقًا قد علمت أن الله مظهر رسوله، ومتم له أمره» (?) ...
وهذه الروايات تدل دلالة واضحة على أن حاطبًا - رضي الله عنه - كان يعلم خطورة فعله، وأن ظاهره قد يدل على الكفر البواح، ولذلك أخذ يعتذر بكل هذه المعاذير؛ ليبعد شبهة الردة عنه.
...