وعبّر ابن العربيّ عن هذا بقوله: المراد دوام ذلك واستمراره.

الجواب التّاسع: أنّ التّشبيه راجع إلى المُصلِّي فيما يحصل له من الثّواب. لا بالنّسبة إلى ما يحصل للنّبيّ - صلى الله عليه وسلم -.

وهذا ضعيف , لأنّه يصير كأنّه قال: اللهمّ أعطني ثواباً على صلاتي على النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - كما صليت على آل إبراهيم.

ويمكن أن يجاب: بأنّ المراد مثل ثواب المُصلِّي على آل إبراهيم.

الجواب العاشر: دفع المقدّمة المذكورة أوّلاً , وهي أنّ المشبّه به يكون أرفع من المشبّه، وأنّ ذلك ليس مطّرداً، بل قد يكون التّشبيه بالمثل بل وبالدّون كما في قوله تعال (مثل نوره كمشكاة) , وأين يقع نور المشكاة من نوره تعالى؟.

ولكن لَمّا كان المراد من المشبّه به أن يكون شيئاً ظاهراً واضحاً للسّامع حسن تشبيه النّور بالمشكاة، وكذا هنا لَمّا كان تعظيم إبراهيم وآل إبراهيم بالصّلاة عليهم مشهوراً واضحاً عند جميع الطّوائف حسن أن يطلب لمحمّدٍ وآل محمّد بالصّلاة عليهم مثل ما حصل لإبراهيم وآل إبراهيم.

ويؤيّد ذلك ختم الطّلب المذكور بقوله " في العالمين " أي: كما أظهرت الصّلاة على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين، ولهذا لَم يقع قوله " في العالمين " إلاَّ في ذكر آل إبراهيم دون ذكر آل محمّد , على ما وقع في الحديث الذي ورد فيه , وهو حديث أبي مسعود فيما أخرجه مالك ومسلم وغيرهما.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015