فيه، وكلّ ذلك يحصل بما ذكرنا، وهو الذي يجمع مفترق الأخبار الواردة في ذلك.

وبذلك جزم الدّاوديّ (?) في شرح أثر ابن عمر المذكور. وهو مقتضى تصرّف البخاريّ , لأنّه أورد أثر ابن عمر , وأورد بعده حديثه , وحديث أبي هريرة في قصّ الشّارب، فكأنّه أشار إلى أنّ ذلك هو المراد من الحديث.

وعن الشّعبيّ , أنّه كان يقصّ شاربه حتّى يظهر حرف الشّفة العلياء وما قاربه من أعلاه , ويأخذ ما يزيد ممّا فوق ذلك , وينزع ما قارب الشّفة من جانبي الفم ولا يزيد على ذلك.

وهذا أعدل ما وقفتُ عليه من الآثار.

وقد أبدى ابن العربيّ لتخفيف شعر الشّارب معنىً لطيفاً.

فقال: إنّ الماء النّازل من الأنف يتلبّد به الشّعر لِمَا فيه من اللّزوجة. ويعسر تنقيته عند غسله، وهو بإزاء حاسّة شريفة وهي الشّمّ، فشرع تخفيفه ليتمّ الجمال والمنفعة به. انتهى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015