الصّحابة. (?)
ومن كلام مالك أخذ بعض أصحابه أنّ الاعتكاف جائزٌ.
وأنكر ذلك عليهم ابن العربيّ , وقال: إنّه سنّةٌ مؤكّدةٌ، وكذا قال ابن بطّال: في مواظبة النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - ما يدلّ على تأكيده.
وقال أبو داود عن أحمد: لا أعلم عن أحدٍ من العلماء خلافاً أنّه مسنونٌ.
قال ابن بطّال: مواظبته - صلى الله عليه وسلم - على الاعتكاف تدلّ على أنّه من السّنن المؤكّدة، وقد روى ابن المنذر عن ابن شهاب , أنّه كان يقول: عجباً للمسلمين، تركوا الاعتكاف، والنّبيّ - صلى الله عليه وسلم - لَم يتركه منذ دخل المدينة حتّى قبضه الله. انتهى
قوله: (ثم اعتكف أزواجه من بعده) أطلق الشّافعيّ كراهة الاعتكاف للنساء في المسجد الذي تُصلَّى فيه الجماعة.
واحتجّ بحديث عائشة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، فكنت أضرب له خباء فيصلي الصبح ثم يدخله،