ومنهم من خصّ ذلك بالمكتوبات دون النّوافل.

ومنهم من خصّه بالرّجال دون النّساء، وبالجماعة دون المنفرد، وبالمؤدّاة دون المقضيّة، وبالمقيم دون المسافر، وبساكن المصر دون القرية.

وظاهر اختيار البخاريّ شمول ذلك للجميع، والآثار التي ذكرها تساعده (?).

فأخرج سعيد بن منصورٍ من رواية عبيد بن عميرٍ , قال: كان عمر يكبّر في قبّته بمنىً. ويكبّر أهل المسجد ويكبّر أهل السّوق، حتّى ترتجّ منىً تكبيراً.

وقوله " ترتج " بتثقيل الجيم. أي: تضطرب وتتحرك، وهي مبالغة في اجتماع رفع الأصوات.

وأخرج ابن المنذر والفاكهيّ في " أخبار مكّة " من طريق ابن جريجٍ أخبرني نافعٌ , أنّ ابن عمر كان يُكبِّر بمنى تلك الأيام، وخلف الصلوات , وعلى فراشه , وفي فسطاطه ومجلسه، وممشاه تلك الأيام جميعاً.

وأخرج ابن أبي الدنيا في " كتاب العيدين " , أنَّ النساء كنّ يكبرن خلف أبان بن عثمان، وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015