سُورَةُ البَلَدِ
مكية في قول الجمهور، وقيل: مدنية، وآيها: عشرون آية، وحروفها: ثلاث مئة وستة وثلاثون حرفًا، وكلمها: اثنتان وثمانون كلمة.
بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
{لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1)}.
[1] {لَاَ} صلة زائدة مؤكدة، المعنى {أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ} يعني: مكة.
* * *
{وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2)}.
[2] {وَأَنْتَ حِلٌّ} أي: حلال في المستقبل {بِهَذَا الْبَلَدِ} أي: تصنع فيه ما تريد من قتل وغيره، ليس عليك ما على الناس فيه من الإثم، وذلك أن الله سبحانه وعد نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يفتح مكة على يده، وأن يحلها له، ففتحها، وأحلها الله له يوم الفتح حتى قاتل وقتل، وأمر بقتل ابن خَطَل وهو متلعق بأستار الكعبة، ومقبس بن صبابة، وغيرهما، فأحل دماء قوم، وحرم دماء قوم، فقال: "مَنْ دخلَ دارَ أبي سفيانَ فهو آمِنٌ"، ثم قال: "إنَّ اللهَ حرَّمَ مكة يومَ خلقَ السمواتِ والأرضَ، ولم تَحِلَّ لأحدٍ قبلي، ولن تحلَّ لأحدٍ بعدي، وإنما أُحِلَّتْ لي ساعةً من نهار، فهي حرامٌ بحرمةِ اللهِ إلى يومِ