{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (4)}.
[4] {ذَلِكَ} الذي نزل بهم {بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ} والمشاقة: كون الإنسان في شق، ومخالفُه في شق {وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
...
{مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ (5)}.
[5] ولما حاصروا بني النضير، قطعوا بعض نخلهم؛ ليغيظوهم، فتحرَّج بعض المسلمين من ذلك، فنزل: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ} من نخلة {أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ} بمشيئته، فلا جناح عليكم.
{وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ} اليهودَ، فيه دليل على جواز قطع شجر الكفار وحرقها وهدم بيوتهم إذا قوتلوا، والحكم كذلك بالاتفاق.
...
{وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6)}.
[6] ولما ترك بنو النضير رباعهم وضياعهم، طلب المسلمون قسمتها كخيبر، فنزل: {وَمَا أَفَاءَ} ردَّ {اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ} من أموال الكفار؛ أي: جعله فيئًا يختص به - صلى الله عليه وسلم -.
{فَمَا أَوْجَفْتُمْ} أي: سرتم بسرعة {عَلَيْهِ} على طلبه.