[8]

{إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} بالعلم {وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ} وخصوا بهذا العدد؛ لأنها نزلت في المنافقين، وكانوا يتحلقون للمناجاة ثلاثة خمسة غيظًا للمؤمنين.

{وَلَا أَدْنَى} أقل {مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ} قرأ يعقوب: (أَكْثَرُ) بالرفع عطفًا على موضع (مِنْ نَجْوَى)؛ لأن التقدير: ما يكون نجوى، وقرأ الباقون: بالنصب عطفًا على العدد المخفوض {إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ} عالمًا بهم.

{أَيْنَ مَا كَانُوا} لأن علمه تعالى لا يتفاوت باختلاف الأمكنة.

{ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ} تفضيحًا لهم {إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}.

...

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (8)}.

[8] كان بين النبي - صلى الله عليه وسلم - واليهود موادعة، فكانوا هم والمنافقون إذا رأوا بعض المسلمين تناجوا، فيظن المسلم أنهم يريدون قتله، فيترك الطريق خوفًا منهم، فنهاهم - صلى الله عليه وسلم - عن التناجي، فلم ينتهوا فنزل: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ} (?) أي: يرجعون إلى المناجاة التي نهوا عنها.

{وَيَتَنَاجَوْنَ} قرأ حمزة، ورويس عن يعقوب: (وَيَنْتَجُونَ) بنون ساكنة بعد الياء وبعدها تاء مفتوحة وضم الجيم على وزن ينتهون مستقبل انتجوا، وقرأ الباقون: بتاء ونون مفتوحتين وبعدها ألف وفتح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015