{إِلَّا مَنْ رَحِمَ} استثناءٌ متصلٌ.
{وَحَالَ بَيْنَهُمَا} أي: بينَ نوحٍ وابنهِ {الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ} بالماءِ، رُوي أن الماءَ علا على رؤوسِ الجبال أربعينَ ذراعًا، وعقمتِ النساءُ أربعينَ سنةً، وأدركَ الصغارُ على دينِ آبائِهم، وماتتِ البهائمُ بآجالِها.
...
{وَقِيلَ يَاأَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَاسَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44)}.
[44] {وَقِيلَ} بعدَ ما تناهَى أمرُ الطوفان:
{يَاأَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ} الذي خرجَ منكِ؛ أي: اشربيهِ.
{وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي} أَمْسِكي عن إنزالِ القَطْر؛ لأن الأرض كانتْ تنبعُ الماءَ، والسماءَ تمطرُ بأجمعِها.
{وَغِيضَ الْمَاءُ} نقصَ. قرأ الكسائيُّ، وهشامٌ عن ابنِ عامر، ورويسٌ عن يعقوبَ: (وَقِيلَ) (وَغِيضَ) بإشمامِ الضمِّ للقافِ والغينِ، واختلافُ القراءِ في الهمزتين من قوله: (وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي) كاختلافِهم فيهما من قوله: (السّفَهَاءُ أَلاَ) في سورةِ البقرةِ [الآية: 13].
{وَقُضِيَ الْأَمْرُ} فُرِغَ من إهلاكِ قومِ نوحٍ.
{وَاسْتَوَتْ} يعني: استقرَّتِ السفينةُ {عَلَى الْجُودِيِّ} اسمُ جبلٍ بالجزيرةِ بقربِ المَوْصِلِ {وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} هلاكًا لهم.