لأمر رب العالمين، وحال كثير من هذه الأمة وبعدهم عن العمل بهذا الدين. انظر كيف انتشرت المحرمات، وكثرت المنكرات، من شرب الدخان والمخدرات، وأنواع المسكرات، وآيات الله تتلى ليل نهار، ولا رجوع ولا توبة ولا استغفار إلا من رحم الله العزيز الغفار، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
عن البراء - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنه صلى - أو صلاها - صلاة العصر، وصلى معه قوم فخرج رجل ممن كان معه فمرَّ على أهل مسجد وهم راكعون، قال: أشهد بالله لقد صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل مكة، فداروا كما هم قبل البيت) (?).
فانظر إلى سرعة استجابتهم، فلله درهم؛ ولذا استحقوا أن يرضى عنهم ربهم.
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: (يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} (31) سورة النور. شققن مروطهن فاختمرن بها).
ولابن أبي حاتم من طريق عبد الله بن خثيم عن صفية قالت: (ذكرنا عند عائشة نساء قريش وفضلهن، فقالت: إن نساء قريش لفضلاء، ولكن والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار أشد تصديقاً بكتاب الله، ولا إيماناً بالتنزيل، لقد أُنْزِلَتْ سورة النور {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} فانقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل فيها، ما منهن امرأة إلا قامت إلى مِرْطها، فأصبحن يصلين الصبح