(قَوْلُهُ بَابُ رُؤْيَا أَهْلِ السُّجُونِ وَالْفَسَادِ وَالشِّرْكِ)

تَقَدَّمَتِ الْإِشَارَةُ إِلَى أَنَّ الرُّؤْيَا الصَّحِيحَةَ وَإِنِ اخْتَصَّتْ غَالِبًا بِأَهْلِ الصَّلَاحِ لَكِنْ قَدْ تَقَعُ لِغَيْرِهِمْ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ بَدَلَ الشِّرْكِ الشُّرَّابُ بِضَمِّ الْمُعْجَمَةِ وَالتَّشْدِيدِ جَمْعُ شَارِبٍ أَوْ بِفَتْحَتَيْنِ مُخَفَّفًا أَيْ وَأَهْلُ الشَّرَابِ وَالْمُرَادُ شَرَبَةُ الْمُحَرَّمِ وَعَطْفُهُ عَلَى أَهْلِ الْفَسَادِ مِنْ عَطْفِ الْخَاصِّ عَلَى الْعَامِّ كَمَا أَنَّ الْمَسْجُونَ أَعَمُّ مِنْ أَنْ يَكُونَ مُفْسِدًا أَوْ مُصْلِحًا قَالَ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالتَّعْبِيرِ إِذَا رَأَى الْكَافِرُ أَوِ الْفَاسِقُ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةَ فَإِنَّهَا تَكُونُ بُشْرَى لَهُ بِهِدَايَتِهِ إِلَى الْإِيمَانِ مَثَلًا أَوِ التَّوْبَةِ أَو انذار مِنْ بَقَائِهِ عَلَى الْكُفْرِ أَوِ الْفِسْقِ وَقَدْ تَكُونُ لِغَيْرِهِ مِمَّنْ يُنْسَبُ إِلَيْهِ مِنْ أَهْلِ الْفَضْلِ وَقَدْ يَرَى مَا يَدُلُّ عَلَى الرِّضَا بِمَا هُوَ فِيهِ وَيَكُونُ مِنْ جُمْلَةِ الِابْتِلَاءِ والغرور وَالْمَكْر نَعُوذ بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ وَقَوْلُهُ تَعَالَى وَدَخَلَ مَعَه السجْن فتيَان إِلَى قَوْله ارْجع إِلَى رَبك كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَسَاقَ فِي رِوَايَةِ كَرِيمَةَ الْآيَاتِ كُلَّهَا وَهِيَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ آيَةً قَالَ السُّهَيْلِيُّ اسْمُ أَحَدِهِمَا شَرْهَمُ وَالْآخَرِ شُرْهُمُ كُلٌّ مِنْهُمَا بِمُعْجَمَةٍ إِحْدَاهُمَا مَفْتُوحَةٌ وَالْأُخْرَى مَضْمُومَةٌ قَالَ وَقَالَ الطَّبَرِيُّ الَّذِي رَأَى أَنَّهُ يَعْصِرُ خَمْرًا اسْمُهُ نُبُوءُ وَذَكَرَ اسْمَ الْآخَرَ فَلَمْ أَحْفَظْهُ قُلْتُ سَمَّاهُ مَخْلَثَ بِمُعْجَمَةٍ وَمُثَلَّثَةٍ وَعَزَاهُ لِابْنِ إِسْحَاقَ فِي الْمُبْتَدَإِ وَبِهِ جَزَمَ الثَّعْلَبِيُّ وَذَكَرَ أَبُو عُبَيْدٍ الْبَكْرِيُّ فِي كِتَابِ الْمَسَالِكِ إِنَّ اسْم الخباز راشان وَالسَّاقِي مَرْطَسُ وَحَكَوْا أَنَّ الْمَلِكَ اتَّهَمَهُمَا أَنَّهُمَا أَرَادَا سَمَّهُ فِي الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ فَحَبَسَهُمَا إِلَى أَنْ ظَهَرَتْ بَرَاءَةُ سَاحَةِ السَّاقِي دُونَ الْخَبَّازِ وَيُقَالُ إِنَّهُمَا لَمْ يَرَيَا شَيْئًا وَإِنَّمَا أَرَادَا امتحان يُوسُف فَأخْرج الطَّبَرِيّ عَن بن مَسْعُودٍ قَالَ لَمْ يَرَيَا شَيْئًا وَإِنَّمَا تَحَاكَمَا لِيُجَرِّبَا وَفِي سَنَدِهِ ضَعْفٌ وَأَخْرَجَ الْحَاكِمُ بِسَنَدٍ صَحِيح عَن بن مَسْعُودٍ نَحْوُهُ وَزَادَ فَلَمَّا ذَكَرَ لَهُمَا التَّأْوِيلَ قَالَا إِنَّمَا كُنَّا نَلْعَبُ قَالَ قُضِيَ الْأَمْرُ الْآيَةَ قَوْلُهُ وَقَالَ الْفُضَيْلُ إِلَخْ وَقَعَ لِأَبِي ذَر بعد قَوْله ارْجع إِلَى رَبك وَعند كَرِيمَة عِنْد قَوْله أأرباب متفرقون وَهُوَ الْأَلْيَقُ وَعِنْدَ غَيْرِهِمَا بَعْدَ قَوْلِهِ الْأَعْنَابُ وَالدُّهْنُ قَوْلُهُ وَادَّكَرَ افْتَعَلَ مِنْ ذَكَرْتُ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ مِنْ ذَكَرَ وَهُوَ مِنْ كَلَامِ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ ادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ افْتَعَلَ مِنْ ذَكَرْتُ فَأُدْغِمَتِ التَّاءُ فِي الذَّالِ فَحُوِّلَتْ دَالًا يَعْنِي مُهْمَلَةً ثَقِيلَةً قَوْلُهُ بَعْدَ أُمَّةٍ قَرْنٌ هُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَهُ فِي تَفْسِيرِ آلِ عِمْرَانَ وَقَالَ فِي تَفْسِيرِ يُوسُفَ بَعْدَ حِينٍ وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ بِسَنَدٍ جَيِّدٍ عَنِ بن عَبَّاسٍ مِثْلَهُ وَمِنْ طَرِيقِ سِمَاكٍ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ بعد حقبة من الدَّهْر وَأخرج بن أَبِي حَاتِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ بَعْدَ سِنِينَ قَوْلُهُ وَيُقْرَأُ أَمْهٍ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَمِيمٍ بَعْدَهَا هَاءٌ مَنُونَةٌ نِسْيَانٌ أَيْ تَذَكَّرَ بَعْدَ أَنْ كَانَ نَسِيَ وَهَذِهِ الْقِرَاءَةُ نُسِبَتْ فِي الشواذ لِابْنِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015