مُجَازَفَةٌ وَيُؤْمَنُ عَلَى الْمَمْدُوحِ الْإِعْجَابُ وَالْفِتْنَةُ كَمَا تقدم قَوْله وَقَالَ سعد هُوَ بن أبي وَقاص وَقد تقدم الْحَدِيثُ الْمَذْكُورُ مَوْصُولًا فِي مَنَاقِبِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ مِنْ كتاب المناقب ثمَّ ذكر فِيهِ حَدِيث بن عُمَرَ مَوْصُولًا فِي قِصَّةِ جَرِّ الْإِزَارِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ إِنَّ إِزَارِي يَسْقُطُ مِنْ أَحَدِ شِقَّيْهِ قَالَ إِنَّكَ لَسْتَ مِنْهُمْ وَقَدْ تَقَدَّمَ أَبْسَطُ مِنْ هَذَا فِي كِتَابِ اللِّبَاسِ وَفِي لَفْظِ إِنَّكَ لَسْتَ مِمَّنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ خُيَلَاءَ وَهَذَا مِنْ جُمْلَةِ الْمَدْحِ لَكِنَّهُ لَمَّا كَانَ صِدْقًا مَحْضًا وَكَانَ الْمَمْدُوحُ يُؤْمَنُ مَعَهُ الْإِعْجَابُ وَالْكِبْرُ مُدِحَ بِهِ وَلَا يَدْخُلُ ذَلِكَ فِي الْمَنْعِ وَمِنْ جُمْلَةِ ذَلِكَ الْأَحَادِيثُ الْمُتَقَدِّمَةُ فِي مَنَاقِبِ الصَّحَابَةِ وَوُصِفَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِمَا وُصِفَ بِهِ مِنَ الْأَوْصَافِ الْجَمِيلَةِ كَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُمَرَ مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ سَالِكًا فَجًّا إِلَّا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ وَقَوْلِهِ لِلْأَنْصَارِيِّ عَجِبَ اللَّهُ مِنْ صُنْعِكُمَا وَغَيْرِ ذَلِك من الْأَخْبَار
كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَالنَّسَفِيِّ وَسَاقَ الْبَاقُونَ إِلَى تَذَكَّرُونَ وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ فِي الْأَدَبِ الْمُفْرَدِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي الضُّحَى قَالَ قَالَ شُتَيْرُ بْنُ شَكَلٍ لِمَسْرُوقٍ حَدِّثْ يَا أَبَا عَائِشَةَ وَأُصَدِّقُكَ قَالَ هَلْ سَمِعْتَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ مَا فِي الْقُرْآنِ آيَةٌ أَجْمَعَ لِحَلَالٍ وَحَرَامٍ وَأَمْرٍ وَنَهْيٍ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القربي قَالَ نَعَمْ وَسَنَدُهُ صَحِيحٌ قَوْلُهُ وَقَوْلُهُ إِنَّمَا بَغْيكُمْ على أَنفسكُم أَيْ إِنَّ إِثْمَ الْبَغْيِ وَعُقُوبَةَ الْبَغْيِ عَلَى الْبَاغِي إِمَّا عَاجِلًا وَإِمَّا آجِلًا قَوْلُهُ وَقَوْلُهُ ثمَّ بغي عَلَيْهِ لينصرنه الله كَذَا فِي رِوَايَةِ كَرِيمَةَ وَالْأَصِيلِيِّ عَلَى وَفْقِ التِّلَاوَةِ وَكَذَا فِي رِوَايَةِ النَّسَفِيِّ وَأَبِي ذَرٍّ وَلِلْبَاقِينَ وَمَنْ بُغِيَ عَلَيْهِ وَهُوَ سَبْقُ قَلَمٍ إِمَّا مِنَ الْمُصَنِّفِ وَإِمَّا مِمَّنْ بَعْدَهُ كَمَا أَنَّ الْمُطَابِقَ لِلتِّلَاوَةِ إِمَّا مِنَ الْمُصَنِّفِ وَإِمَّا مِنْ إِصْلَاحِ مَنْ بَعْدَهُ وَإِذَا لَمْ تَتَّفِقِ الرِّوَايَاتُ عَلَى شَيْءٍ فَمَنْ جَزَمَ بِأَنَّ الْوَهْمَ مِنَ الْمُصَنِّفِ فَقَدْ تَحَامَلَ عَلَيْهِ قَالَ