(قَوْلُهُ سُورَةُ الصَّفِّ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)

سَقَطَتِ الْبَسْمَلَةُ لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ وَيُقَالُ لَهَا أَيْضًا سُورَةُ الْحَوَارِيِّينَ وَأَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ الْحَوَارِيِّينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ فَسَمَّى الْعَشَرَةَ الْمَشْهُورِينَ إِلَّا سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ وَحْدَهُ وَحَمْزَةَ وَجَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَعُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ وَقَدْ وَقَعَ لَنَا سَمَاعُ هَذِهِ السُّورَةِ مُسَلْسَلًا فِي حَدِيثٍ ذُكِرَ فِي أَوَّلِهِ سَبَبُ نُزُولِهَا وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ قَلَّ أَنْ وَقَعَ فِي الْمُسَلْسَلَاتِ مِثْلُهُ مَعَ مَزِيدِ عُلُوِّهُ قَوْلُهُ وَقَالَ مُجَاهِدٌ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ مَنْ يَتْبَعْنِي إِلَى اللَّهِ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ مَنْ تَبِعَنِي إِلَى اللَّهِ بِصِيغَةِ الْمَاضِي وَقَدْ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ بِلَفْظِ مَنْ يَتْبَعْنِي وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ إِلَى بِمَعْنَى فِي أَيْ مَنْ أَنْصَارِي فِي الله قَوْله وَقَالَ بن عَبَّاسٍ مَرْصُوصٌ مُلْصَقٌ بَعْضُهُ إِلَى بَعْضٍ كَذَا لأبي ذَر وَلغيره بِبَعْض وَصله بن أبي حَاتِم من طَرِيق بن جريج عَن عَطاء عَن بن عَبَّاس فِي قَوْله كَأَنَّهُمْ بُنيان مرصوص مُثْبَتٌ لَا يَزُولُ مُلْصَقٌ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ فَعَلَى تَفْسِير بن عَبَّاسٍ هُوَ مِنَ التَّرَاصِّ أَيِ التَّضَامِّ مِثْلُ تَرَاصِّ الْأَسْنَانِ أَوْ مِنَ الْمُلَائِمِ الْأَجْزَاءِ الْمُسْتَوِي قَوْلُهُ وَقَالَ يَحْيَى بِالرَّصَاصِ كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَالنَّسَفِيِّ وَلِغَيْرِهِمَا وَقَالَ غَيْرُهُ وَجَزَمَ أَبُو ذَرٍّ بِأَنَّهُ يَحْيَى بْنُ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْفَرَّاءُ وَهُوَ كَلَامُهُ فِي مَعَانِي الْقُرْآنِ وَلَفْظُهُ فِي قَوْله كَأَنَّهُمْ بُنيان مرصوص يُرِيدُ بِالرَّصَاصِ حَثَّهُمْ عَلَى الْقِتَالِ وَرَجَّحَ الطَّبَرِيُّ الْأَوَّلَ وَالرَّصَاصُ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَيَجُوزُ كَسْرُهَا قَوْلُهُ من بعدِي اسْمه أَحْمد فِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ بَابُ يَأْتِي مِنْ بعدِي وَذكر فِيهِ حَدِيثُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحُهُ مُسْتَوفى فِي أَوَائِل السِّيرَة النَّبَوِيَّة قَوْلُهُ سُورَةُ الْجُمُعَةِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سَقَطَتْ سُورَةُ وَالْبَسْمَلَةُ لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ وَتَقَدَّمَ ضَبْطُهُ فِي كِتَابِ الصَّلَاةِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015