وَبِذَلِكَ يُعْرَفُ قُصُورُ مَنْ قَالَ بَرَاءَةُ عَائِشَةَ ثَابِتَة بِصَرِيح الْقُرْآن فِي فَائِدَة لسياق قصَّتهَا
(قَوْلُهُ بَابُ قَوْلِهِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَاب عَظِيم)
فِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ بَعْدَ قَوْلِهِ أَفَضْتُمْ فِيهِ الْآيَةَ قَوْلُهُ أَفَضْتُمْ قُلْتُمْ ثَبَتَ هَذَا لِأَبِي نُعَيْمٍ فِي رِوَايَةِ الْمُسْتَخْرَجِ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ أَفَضْتُمْ أَيْ خُضْتُمْ فِيهِ قَوْلُهُ تفيضون فِيهِ تَقُولُونَ هُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ قَوْلُهُ وَقَالَ مُجَاهِدٌ تَلَقَّوْنَهُ يَرْوِيهِ بَعْضُكُمْ عَنْ بَعْضٍ وَصَلَهُ الْفرْيَابِيّ من طَرِيقه وَقَالَ مَعْنَاهُ من النلقي لِلشَّيْءِ وَهُوَ أَخْذُهُ وَقَبُولُهُ وَهُوَ عَلَى الْقِرَاءَةِ الْمَشْهُورَةِ وَبِذَلِكَ جَزَمَ أَبُو عُبَيْدَةَ وَغَيْرُهُ وَتَلَقَّوْنَهُ بِحَذْف إِحْدَى التَّاءَيْنِ وَقَرَأَ بن مَسْعُودٍ بِإِثْبَاتِهَا وَقِرَاءَةُ عَائِشَةَ وَيَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ تَلِقُونَهُ بِكَسْرِ اللَّامِ وَتَخْفِيفِ الْقَافِ مِنَ الْوَلْقِ بِسُكُونِ اللَّامِ وَهُوَ الْكَذِبُ وَقَالَ الْفَرَّاءُ الْوَلْقُ الِاسْتِمْرَار فِي السّير وَفِي الْكَذِب وَيُقَال الَّذِي أَدْمَنَ الْكَذِبَ الْأَلْقُ بِسُكُونِ اللَّامِ وَبِفَتْحِهَا أَيْضًا وَقَالَ الْخَلِيلُ أَصْلُ الْوَلْقِ الْإِسْرَاعُ وَمِنْهُ جَاءَتِ الْإِبِلُ تَلِقُ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي غَزْوَةِ الْمُرَيْسِيعِ التَّصْرِيح بِأَن عَائِشَة قرأته كَذَلِك وَأَن بن أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ هِيَ أَعْلَمُ مِنْ غَيْرِهَا بِذَلِكَ لِكَوْنِهِ نَزَلَ فِيهَا وَقَدْ تَقَدَّمَ فِيهِ أَيْضًا الْكَلَامُ عَلَى إِسْنَادِ حَدِيثِ أُمِّ رُومَانَ الْمَذْكُورِ فِي هَذَا الْبَابِ وَالْمَذْكُورُ هُنَا طَرَفٌ مِنْ حَدِيثِهَا وَقَدْ تَقَدَّمَ بِتَمَامِهِ هُنَاكَ وَتَقَدَّمَ شَرْحُهُ مُسْتَوْفًى فِي الْبَابِ الَّذِي قَبْلَهُ فِي أَثْنَاءِ حَدِيثِ عَائِشَةَ وَقَالَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ هَذَا الَّذِي ذَكَرَهُ مِنْ حَدِيثِ أُمِّ رُومَانَ لَا يَتَعَلَّقُ بِالتَّرْجَمَةِ وَهُوَ كَمَا قَالَ إِلَّا أَنَّ الْجَامِعَ بَيْنَهُمَا قِصَّةُ الْإِفْكِ فِي الْجُمْلَةِ وَقَوْلُهُ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ عَنْ حُصَيْنٍ كَذَا لِلْأَكْثَرِ وَسُلَيْمَانُ هُوَ بن كَثِيرٍ أَخُو مُحَمَّدٍ الرَّاوِي عَنْهُ وَلِلْأَصِيلِيِّ عَنِ الْجِرْجَانِيّ سُفْيَان بدل سُلَيْمَان قَالَ أَبُو عَليّ الْجَيَّانِيُّ هُوَ خَطَأٌ وَالصَّوَابُ سُلَيْمَانُ وَهُوَ كَمَا قَالَ