الْفَرَّاءُ نُكِسُوا رَجَعُوا وَتَعَقَّبَهُ الطَّبَرِيُّ بِأَنَّهُ لَمْ يَتَقَدَّمْ شَيْءٌ يَصِحُّ أَنْ يَرْجِعُوا إِلَيْهِ ثُمَّ أخْتَار مَا رَوَاهُ بن إِسْحَاقَ وَحَاصِلُهُ أَنَّهُمْ قُلِبُوا فِي الْحُجَّةِ فَاحْتَجُّوا عَلَى إِبْرَاهِيمَ بِمَا هُوَ حُجَّةٌ لِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَهَذَا كُلُّهُ عَلَى قِرَاءَةِ الْجُمْهُورِ وَقَرَأَ بن أَبِي عَبْلَةَ نَكَسُوا بِالْفَتْحِ وَفِيهِ حَذْفٌ تَقْدِيرُهُ نكسوا أنفسهم على رؤوسهم قَوْلُهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ الدُّرُوعُ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ اللَّبُوسُ السِّلَاحُ كُلُّهُ مِنْ دِرْعٍ إِلَى رُمْحٍ وَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ اللَّبُوسُ الدُّرُوعُ كَانَتْ صَفَائِحَ وَأَوَّلُ مَنْ سَرَدَهَا وَحَلَّقَهَا دَاوُدُ وَقَالَ الْفَرَّاءُ مَنْ قَرَأَ لِتُحْصِنَكُمْ بِالْمُثَنَّاةِ فَلِتَأْنِيثِ الدُّرُوعِ وَمَنْ قَرَأَ بِالتَّحْتَانِيَّةِ فَلِتَذْكِيرِ اللَّبُوسِ قَوْلُهُ تَقَطَّعُوا أَمْرَهُمُ اخْتَلَفُوا هُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ وَزَادَ وَتَفَرَّقُوا وَرَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ مِثْلَهُ وَزَادَ فِي الدِّينِ قَوْلُهُ الْحَسِيسُ وَالْحِسُّ وَالْجَرْسُ وَالْهَمْسُ وَاحِدٌ وَهُوَ مِنَ الصَّوْتِ الْخَفِيِّ سَقَطَ لِأَبِي ذَرٍّ وَالْهَمْسُ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ لَا يسمعُونَ حَسِيسهَا أَيْ صَوْتَهَا وَالْحَسِيسُ وَالْحِسُّ وَاحِدٌ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي أَوَاخِرِ سُورَةِ مَرْيَمَ قَوْلُهُ آذَنَّاكَ أَعْلَمْنَاكَ آذَنْتُكُمْ إِذَا أَعْلَمْتُهُ فَأَنْتَ وَهُوَ عَلَى سَوَاءٍ لَمْ تَغْدِرْ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ آذنتكم على سَوَاء إِذَا أَنْذَرْتُ عَدُوَّكَ وَأَعْلَمْتُهُ ذَلِكَ وَنَبَذْتُ إِلَيْهِ الْحَرْبَ حَتَّى تَكُونَ أَنْتَ وَهُوَ عَلَى سَوَاءٍ فَقَدْ آذَنْتَهُ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَقَوْلُهُ آذَنَّاكَ هُوَ فِي سُورَةِ حم فُصِّلَتْ ذَكَرَهُ هُنَا اسْتِطْرَادًا قَوْلُهُ وَقَالَ مُجَاهِد لَعَلَّكُمْ تسئلون تُفْهَمُونَ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ مِنْ طَرِيقِهِ وَلِابْنِ الْمُنْذِرِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْهُ تُفْقَهُونَ قَوْلُهُ ارْتَضَى رَضِيَ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ مِنْ طَرِيقِهِ بِلَفْظِ رَضِيَ عَنْهُ وَسَقَطَ لِأَبِي ذَرٍّ قَوْلُهُ التَّمَاثِيلُ الْأَصْنَامُ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ مِنْ طَرِيقِهِ أَيْضًا قَوْلُهُ السِّجِلُّ الصَّحِيفَةُ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ مِنْ طَرِيقِهِ وَجَزَمَ بِهِ الْفَرَّاءُ وَرَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ كطي السّجل يَقُولُ كَطَيِّ الصَّحِيفَةِ عَلَى الْكِتَابِ قَالَ الطَّبَرِيُّ مَعْنَاهُ كَطَيِّ السِّجِلِّ عَلَى مَا فِيهِ مِنَ الْكِتَابِ وَقِيلَ عَلَى بِمَعْنَى مِنْ أَيْ مِنْ أَجْلِ الْكِتَابِ لِأَنَّ الصَّحِيفَةَ تَطْوِي حَسَنَاتَهُ لِمَا فِيهَا من الْكِتَابَة وَجَاء عَن بن عَبَّاسٍ أَنَّ السِّجِلَّ اسْمُ كَاتِبٍ كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَالطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِي الجوزاء عَن بن عَبَّاس بِهَذَا وَله شَاهد من حَدِيث بن عمر عِنْد بن مرْدَوَيْه وَفِي حَدِيث بن عَبَّاس الْمَذْكُور عِنْد بن مرْدَوَيْه والسجل الرجل بِلِسَان الْحَبَش وَعند بن الْمُنْذِرِ مِنْ طَرِيقِ السُّدِّيِّ قَالَ السِّجِلُّ الْمَلَكُ وَعند الطَّبَرِيّ من وَجه آخر عَن بن عَبَّاسٍ مِثْلُهُ وَعِنْدَ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ مِنْ طَرِيقِ عَطِيَّةَ مِثْلُهُ وَبِإِسْنَادٍ ضَعِيفٍ عَنْ عَلِيٍّ مِثْلُهُ وَذَكَرَ السُّهَيْلِيُّ عَنِ النَّقَّاشِ أَنَّهُ مَلَكٌ فِي السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ تَرْفَعُ الْحَفَظَةُ إِلَيْهِ الْأَعْمَالَ كُلَّ خَمِيسٍ وَاثْنَيْنِ وَعِنْدَ الطَّبَرِيُّ مِنْ حَدِيثِ بن عُمَرَ بَعْضُ مَعْنَاهُ وَقَدْ أَنْكَرَ الثَّعْلَبِيُّ وَالسُّهَيْلِيُّ أَنَّ السِّجِلَّ اسْمُ الْكَاتِبِ بِأَنَّهُ لَا يُعْرَفُ فِي كِتَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا فِي أَصْحَابِهِ مَنِ اسْمُهُ السِّجِلُّ قَالَ السُّهَيْلِيُّ وَلَا وُجِدَ إِلَّا فِي هَذَا الْخَبَرِ وَهُوَ حَصْرٌ مَرْدُودٌ فَقَدْ ذَكَرَهُ فِي الصَّحَابَةِ بن مَنْدَه وَأَبُو نعيم وأوردا من طَرِيق بْنِ نُمَيْرٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ بن عُمَرَ قَالَ كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَاتب يُقَال لَهُ سجل وَأخرجه بن مرْدَوَيْه من هَذَا الْوَجْه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015