(قَوْلُهُ بَابُ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا)

ذَكَرَ فِيهِ حَدِيثَ عَلِيٍّ مُخْتَصَرًا وَلَمْ يَذْكُرْ مَقْصُودَ الْبَابِ عَلَى عَادَتِهِ فِي التَّعْمِيَةِ وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحُهُ مُسْتَوْفًى فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ وَفِيهِ ذِكْرُ الْآيَةِ الْمَذْكُورَةِ وَقَوْلُهُ فِي آخِرِهِ أَلَا تُصَلِّيَانِ زَادَ فِي نُسْخَةِ الصَّغَانِيِّ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَالْآيَة إِلَى قَوْله أَكثر بِشَيْء جَدَلًا

[4724] قَوْلُهُ رَجْمًا بِالْغَيْبِ لَمْ يَسْتَبِنْ سَقَطَ هَذَا لِأَبِي ذَرٍّ هُنَا وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ وَلِقَتَادَةَ عِنْدَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ رَجْمًا بِالْغَيْبِ قَالَ قَذْفًا بِالظَّنِّ قَوْلُهُ فُرُطًا نَدَمًا وَصَلَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ فِي قَوْلِهِ فُرُطًا قَالَ نَدَامَةً وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا أَيْ تَضْيِيعًا وَإِسْرَافًا وَلِلطَّبَرِيِّ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ ضيَاعًا وَعَن السّديّ قَالَ إهلاكا وَعَن بن جُرَيْجٍ نَزَلَتْ فِي عُيَيْنَةَ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيُّ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ قَوْلُهُ سُرَادِقُهَا مِثْلُ السُّرَادِقِ وَالْحُجْرَةِ الَّتِي تُطِيفُ بِالْفَسَاطِيطِ هُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ لَكِنَّهُ تَصَرَّفَ فِيهِ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ أَحَاطَ بهم سرادقها كَسُرَادِقِ الْفُسْطَاطِ وَهِيَ الْحُجْرَةُ الَّتِي تَطُوفُ بِالْفُسْطَاطِ قَالَ الشَّاعِرُ سُرَادِقُ الْمَجْدِ عَلَيْكَ مَمْدُودٌ وَرَوَى الطَّبَرِيّ من طَرِيق بن عَبَّاسٍ بِإِسْنَادٍ مُنْقَطِعٍ قَالَ سُرَادِقُهَا حَائِطٌ مِنْ نَارٍ قَوْلُهُ يُحَاوِرُهُ مِنَ الْمُحَاوَرَةِ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ يُحَاوِرُهُ أَيْ يُكَلِّمُهُ مِنَ الْمُحَاوَرَةِ أَيِ الْمُرَاجَعَة قَوْله لَكنا هُوَ الله رَبِّي أَيْ لَكِنْ أَنَا هُوَ اللَّهُ رَبِّي ثُمَّ حُذِفَ الْأَلِفُ وَأُدْغِمَ إِحْدَى النُّونَيْنِ فِي الْأُخْرَى هُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ وَقَالَ الْفَرَّاءُ تَرْكَ الْأَلِفَ مِنْ أَنَا كَثِيرٌ فِي الْكَلَامِ ثُمَّ أُدْغِمَتْ نُونُ أَنَا فِي نُونِ لَكِنْ وَأَنْشَدَ وَتَرْمُقُنِي بِالطَّرْفِ أَيْ أَنْتَ مُذْنِبٌ وَتَقْلِينَنِي لَكِنْ إِيَّاكِ لَا أَقْلِي أَيْ لَكِنْ أَنَا إِيَّاكِ لَا أَقْلِي قَالَ وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُشْبِعُ أَلِفَ أَنَا فَجَاءَتِ الْقِرَاءَةُ عَلَى تِلْكَ اللُّغَةِ قَوْله وفجرنا خلالهما نَهرا تَقُولُ بَيْنَهُمَا ثَبَتَ لِأَبِي ذَرٍّ وَهُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ وَقِرَاءَةُ الْجُمْهُورِ بِالتَّشْدِيدِ وَيَعْقُوبَ وَعِيسَى بْنِ عُمَرَ بِالتَّخْفِيفِ قَوْلُهُ هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ مَصْدَرُ وَلِيَ الْوَلِيُّ وَلَاءً كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَلِلْبَاقِينَ مَصْدَرُ الْوَلْيِ وَهُوَ أَصْوَبُ وَهُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَهُ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ بِفَتْحِ الْوَاوِ وَالْأَخَوَانِ بِكَسْرِهَا وَأَنْكَرَهُ أَبُو عَمْرٍو وَالْأَصْمَعِيُّ لِأَنَّ الَّذِي بِالْكَسْرِ الْإِمَارَةُ وَلَا مَعْنَى لَهُ هُنَا وَقَالَ غَيْرُهُمَا الْكَسْرُ لُغَةٌ بِمَعْنَى الْفَتْحِ كَالدَّلَالَةِ بِفَتْحِ دَالِهَا وَكَسْرِهَا بِمَعْنًى تَنْبِيهٌ يَأْتِي قَوْلُهُ خَيْرٌ عُقْبًا فِي الدَّعَوَاتِ قَوْلُهُ قِبَلًا وَقُبُلًا وَقَبَلًا اسْتِئْنَافًا قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا أَيْ أَوَّلًا فَإِنْ فَتَحُوا أَوَّلُهَا فَالْمَعْنَى اسْتِئْنَافًا وغفل بن التِّينِ فَقَالَ لَا أَعْرِفُ لِلِاسْتِئْنَافِ هُنَا مَعْنًى وَإِنَّمَا هُوَ اسْتِقْبَالًا وَهُوَ يَعُودُ عَلَى قَبْلًا بِفَتْحِ الْقَافِ انْتَهَى وَالْمُؤْتَنَفُ قَرِيبٌ مِنَ الْمُقْبِلِ فَلَا مَعْنَى لِادِّعَاءِ تَفْسِيرِهِ قَوْلُهُ لِيُدْحِضُوا لِيُزِيلُوا الدَّحْضُ الزَّلَقُ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ ليدحضوا بِهِ الْحق أَيْ لِيُزِيلُوا يُقَالُ مَكَانٌ دَحَضٌ أَيْ مُزِلٌّ مُزْلِقٌ لَا يَثْبُتُ فِيهِ خُفٌّ وَلَا حَافِرٌ

(قَوْلُهُ بَابُ قَوْلِهِ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَح حَتَّى أبلغ مجمع الْبَحْرين)

اخْتُلِفَ فِي مَكَانِ مَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ فَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ بَحْرُ فَارِسٍ وَالرُّومِ وَعَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ مِثْلُهُ أخرجه عبد بن حميد وروى بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ السُّدِّيِّ قَالَ هُمَا الْكَرُّ وَالرَّسُّ حَيْثُ يَصُبَّانِ فِي الْبَحْرِ قَالَ بن عَطِيَّةَ مَجْمَعُ الْبَحْرَيْنِ ذِرَاعٌ فِي أَرْضِ فَارِسٍ مِنْ جِهَةِ أَذْرَبِيجَانَ يَخْرُجُ مِنَ الْبَحْرِ الْمُحِيطِ مِنْ شِمَالَيْهِ إِلَى جَنُوبَيْهِ وَطَرَفَيْهِ مِمَّا يَلِي بَرَّ الشَّامِ وَقِيلَ هُمَا بَحْرُ الْأُرْدُنِّ وَالْقَلْزَمِ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ مَجْمَعُ الْبَحْرَيْنِ بطنجة وَعَن بن الْمُبَارَكِ قَالَ قَالَ بَعْضُهُمْ بَحْرُ أَرْمِينِيَّةَ وَعَنْ أبي بن كَعْب قَالَ بإفريقية أخرجهُمَا بن أَبِي حَاتِمٍ لَكِنِ السَّنَدَ إِلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ضَعِيفٌ وَهَذَا اخْتِلَافٌ شَدِيدٌ وَأَغْرَبُ مِنْ ذَلِك مَا نَقله الْقُرْطُبِيّ عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ الْمُرَادُ بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ اجْتِمَاعُ مُوسَى وَالْخَضِرِ لِأَنَّهُمَا بَحْرَا عِلْمٍ وَهَذَا غَيْرُ ثَابِتٍ وَلَا يَقْتَضِيهِ اللَّفْظُ وَإِنَّمَا يَحْسُنُ أَنْ يُذْكَرَ فِي مُنَاسَبَةِ اجْتِمَاعِهِمَا بِهَذَا الْمَكَانِ الْمَخْصُوصِ كَمَا قَالَ السُّهَيْلِيُّ اجْتَمَعَ الْبَحْرَانِ بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ قَوْلُهُ أَو أمضى حقبا زَمَانًا وَجَمْعُهُ أَحْقَابٌ هُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ وَيُقَالُ فِيهِ أَيْضًا حِقْبَةٌ أَيْ بِكَسْرِ أَوَّلِهِ وَالْجَمْعُ حِقَبٌ وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ الحقب الزَّمَان وَعَن بن عَبَّاسٍ الْحِقَبُ الدَّهْرُ وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ الحقب الْحِين أخرجهُمَا بن الْمُنْذر وَجَاء تَقْدِيره عَن غَيرهم فروى بن الْمُنْذِرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ ثَمَانُونَ سَنَةً وَرَوَى عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّهُ سَبْعُونَ ثُمَّ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ قِصَّةَ مُوسَى وَالْخَضِرِ وَسَأَذْكُرُ شَرْحَ ذَلِكَ فِي الْبَاب الَّذِي يَلِيهِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015