بِهِ تَبِيعًا أَيْ ثَائِرًا وَهُوَ اسْمُ فَاعِلٍ من الثأر يُقَال لكل طَالب بثأر وَغَيْرِهِ تَبِيعٌ وَتَابِعٌ وَمِنْ طَرِيقِ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ أَيْ لَا تَخَافُ أَنْ تُتْبَعَ بِشَيْءٍ من ذَلِك وَأما قَول بن عَبَّاس فوصله بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ تَبِيعًا قَالَ نَصِيرًا قَوْلُهُ لَا تُبَذِّرْ لَا تُنْفِقُ فِي الْبَاطِلِ وَصله الطَّبَرِيّ من طَرِيق عَطاء الخرساني عَن بن عَبَّاس فِي قَوْله وَلَا تبذر لَا تُنْفِقُ فِي الْبَاطِلِ وَالتَّبْذِيرُ السَّرَفُ فِي غَيْرِ حَقٍّ وَمِنْ طَرِيقِ عِكْرِمَةَ قَالَ الْمُبَذِّرُ الْمُنْفِقُ فِي غَيْرِ حَقٍّ وَمِنْ طُرُقٍ مُتَعَدِّدَةٍ عَنْ أَبِي الْعُبَيْدَيْنِ وَهُوَ بِلَفْظِ التَّصْغِيرِ وَالتَّثْنِيَةِ عَن بن مَسْعُودٍ مِثْلَهُ وَزَادَ فِي بَعْضِهَا كُنَّا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ نَتَحَدَّثُ أَنَّ التَّبْذِيرَ النَّفَقَةُ فِي غَيْرِ حَقٍّ قَوْلُهُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ رِزْقٍ وَصَلَهُ الطَّبَرِيُّ من طَرِيق عَطاء عَن بن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبك قَالَ ابْتِغَاءَ رِزْقٍ وَمِنْ طَرِيقِ عِكْرِمَةَ مِثْلَهُ وَلِابْنِ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ فِي قَوْلِهِ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا قَالَ فَضْلًا قَوْلُهُ مَثْبُورًا مَلْعُونًا وَصَلَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ وَمِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْهُ وَمِنْ طَرِيقِ الْعَوْفِيِّ عَنْهُ قَالَ مَغْلُوبًا وَمِنْ طَرِيقِ الضَّحَّاكِ مِثْلَهُ وَمِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ قَالَ هَالِكًا وَمِنْ طَرِيقِ قَتَادَةَ قَالَ مُهْلِكًا وَمِنْ طَرِيقِ عَطِيَّةَ قَالَ مُغَيِّرًا مُبَدِّلًا وَمن طَرِيق بن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ مَخْبُولًا لَا عَقْلَ لَهُ قَوْله فجاسوا تيمموا أخرجه بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاس فِي قَوْله فجاسوا خلال الديار أَيْ فَمَشَوْا وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ جَاسَ يَجُوسُ أَيْ نَقَّبَ وَقِيلَ نَزَلَ وَقِيلَ قَتَلَ وَقِيلَ تَرَدَّدَ وَقِيلَ هُوَ طَلَبُ الشَّيْءِ بِاسْتِقْصَاءٍ وَهُوَ بِمَعْنَى نَقَّبَ قَوْلُهُ يُزْجِي الْفُلْكَ يَجْرِي الْفُلْكَ وَصَلَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْهُ بِهِ وَمِنْ طَرِيقِ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ يُزْجِي الْفُلْكَ أَيْ يُسَيِّرُهَا فِي الْبَحْرِ قَوْله يخرون للاذقان لِلْوُجُوهِ وَصَلَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْهُ وَكَذَا أَخْرَجَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ قَتَادَةَ مِثْلَهُ وَعَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الْحَسَنِ لِلْحَيِّ وَهَذَا يُوَافِقُ قَوْلَ أَبِي عُبَيْدَةَ الْمَاضِي وَالْأَوَّلُ عَلَى الْمَجَازِ

(قَوْلُهُ بَابُ وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا الْآيَة)

ذكر فِيهِ حَدِيث عبد الله وَهُوَ بن مَسْعُودٍ كُنَّا نَقُولُ لِلْحَيِّ إِذَا كَثُرُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَمِرَ بَنُو فُلَانٍ ثُمَّ ذَكَرَهُ عَنْ شَيْخٍ آخَرَ عَنْ سُفْيَانَ يَعْنِي بِسَنَدِهِ قَالَ أَمَرَ فَالْأَوْلَى بِكَسْرِ الْمِيمِ وَالثَّانِيَةُ بِفَتْحِهَا وَكِلَاهُمَا لُغَتَانِ وَأنكر بن التِّينِ فَتْحَ الْمِيمِ فِي أَمَرَ بِمَعْنَى كَثُرَ وَغَفَلَ فِي ذَلِكَ وَمَنْ حَفِظَهُ حُجَّةٌ عَلَيْهِ كَمَا سَأُوَضِّحُهُ وَضَبَطَ الْكَرْمَانِيُّ أَحَدُهُمَا بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَهُوَ غَلَطٌ مِنْهُ وَقِرَاءَةُ الْجُمْهُورِ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَحكى أَبُو جَعْفَر عَن بن عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَرَأَهَا بِكَسْرِ الْمِيمِ وَأَثْبَتَهَا أَبُو زَيْدٍ لُغَةً وَأَنْكَرَهَا الْفَرَّاءُ وَقَرَأَ أَبُو رَجَاءٍ فِي آخَرِينَ بِالْمَدِّ وَفَتْحِ الْمِيمِ وَرُوِيَتْ عَنْ أبي عَمْرو وبن كَثِيرٍ وَغَيْرِهِمَا وَاخْتَارَهَا يَعْقُوبُ وَوَجَّهَهَا الْفَرَّاءُ بِمَا ورد من تَفْسِير بن مَسْعُودٍ وَزَعَمَ أَنَّهُ لَا يُقَالُ أَمَرْنَا بِمَعْنَى كَثَّرْنَا إِلَّا بِالْمَدِّ وَاعْتَذَرَ عَنْ حَدِيثِ أَفْضَلُ الْمَالِ مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ فَإِنَّهَا ذُكِرَتْ لِلْمُزَاوَجَةِ لِقَوْلِهِ فِيهِ أَوْ سِكَّةٌ مَأْبُورَةٌ وَقَرَأَ أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ كَالْأَوَّلِ لَكِنْ بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ بِمَعْنَى الْإِمَارَةِ وَاسْتَشْهَدَ الطَّبَرِيُّ بِمَا أَسْنَدَهُ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْله أمرنَا مُتْرَفِيهَا قَالَ سلطنا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015