الْعُيُونُ رَغِيبُ انْتَهَى وَالْمَلِيُّ بِفَتْحٍ ثُمَّ كَسْرٍ ثُمَّ تَشْدِيدٍ بِغَيْرِ هَمْزَةٍ قَوْلُهُ أَشُقُّ أَشَدُّ مِنَ الْمَشَقَّةِ هُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ أَيْضًا وَمُرَادُهُ أَنَّهُ أَفْعَلُ تَفْضِيلٍ قَوْلُهُ مُعَقِّبٌ مُغَيِّرٌ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ لَا مُعَقِّبَ لحكمه أَيْ لَا رَادَّ لِحُكْمِهِ وَلَا مُغَيِّرَ لَهُ عَن الْحق وروى بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي قَوْله لَا معقب لحكمه أَيْ لَا يَتَعَقَّبُ أَحَدٌ حُكْمَهُ فَيَرُدَّهُ قَوْلُهُ وَقَالَ مُجَاهِدٌ مُتَجَاوِرَاتٌ طَيِّبُهَا وَخَبِيثُهَا السِّبَاخُ كَذَا لِلْجَمِيعِ وَسَقَطَ خَبَرُ طَيِّبِهَا وَقَدْ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ من طَرِيق بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ وَفِي الأَرْض قطع متجاورات قَالَ طيبها عَذْبُهَا وَخَبِيثُهَا السِّبَاخُ وَعِنْدَ الطَّبَرِيِّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ مُجَاهِدٍ الْقِطَعُ الْمُتَجَاوِرَاتُ الْعَذْبَةُ وَالسَّبِخَةُ وَالْمَالِحُ وَالطَّيِّبُ وَمِنْ طَرِيقِ أَبِي سِنَانٍ عَنِ بن عَبَّاسٍ مِثْلِهِ وَمِنْ وَجْهٍ آخَرَ مُنْقَطِعٍ عَنِ بن عَبَّاسٍ مِثْلِهِ وَزَادَ تُنْبِتُ هَذِهِ وَهَذِهِ إِلَى جَنْبِهَا لَا تُنْبِتُ وَمِنْ طَرِيقِ أُخْرَى مُتَّصِلَةٍ عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ تَكُونُ هَذِهِ حُلْوَةٌ وَهَذِهِ حَامِضَةٌ وَتُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَهُنَّ مُتَجَاوِرَاتٌ قَوْلُهُ صِنْوَانٌ النَّخْلَتَانِ أَوْ أَكْثَرُ فِي أَصْلٍ وَاحِدٍ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ وَحْدُهَا تُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ كَصَالِحِ بَنِي آدَمَ وَخَبِيثِهِمْ أَبُوهُمْ وَاحِدٌ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ أَيْضًا عَنْ مُجَاهِدٍ مِثْلِهِ لَكِنْ قَالَ تُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ قَالَ بِمَاءِ السَّمَاءِ وَالْبَاقِي سَوَاءٌ وَرَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْله صنْوَان وَغير صنْوَان مُجْتَمِعٌ وَغَيْرُ مُجْتَمِعٍ وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ الصِّنْوَانُ أَنْ يَكُونَ أَصْلُهَا وَاحِدًا وَرُءُوسُهَا مُتَفَرِّقَةٌ وَغَيْرُ الصِّنْوَانِ أَنْ تَكُونَ النَّخْلَةُ مُنْفَرِدَةً لَيْسَ عِنْدَهَا شَيْءٌ انْتَهَى وَأَصْلُ الصِّنْوِ الْمِثْلُ وَالْمُرَادُ بِهِ هُنَا فَرْعٌ يَجْمَعُهُ وَفَرْعًا آخَرَ أَوْ أَكْثَرَ أَصْلٌ وَاحِدٌ وَمِنْهُ عَمُّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ لِأَنَّهُمَا يَجْمَعُهُمَا أَصْلٌ وَاحِدٌ قَوْلُهُ السَّحَابَ الثِّقَالَ الَّذِي فِيهِ الْمَاءُ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ أَيْضًا عَنْ مُجَاهِدٍ مثله قَوْله كباسط كفيه إِلَى المَاء يَدْعُو الْمَاءَ بِلِسَانِهِ وَيُشِيرُ إِلَيْهِ بِيَدِهِ فَلَا يَأْتِيهِ أَبَدًا وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ وَالطَّبَرِيُّ مِنْ طُرُقٍ عَنْ مُجَاهِدٍ أَيْضًا وَقَدْ تَقَدَّمَ قَوْلُ غَيْرِهِ فِي أَوَّلِ السُّورَةِ قَوْلُهُ فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا تَمْلَأُ بَطْنَ كُلِّ وَادٍ زَبَدًا رَابِيًا الزَّبَدُ السَّيْلُ زَبَدٌ مِثْلُهُ خَبَثُ الْحَدِيدِ وَالْحِلْيَةِ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ أَيْضًا عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ زَبَدًا رابيا قَالَ الزَّبَدُ السَّيْلُ وَفِي قَوْلِهِ زَبَدٌ مِثْلُهُ قَالَ خَبَثُ الْحِلْيَةِ وَالْحَدِيدِ وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ وَجْهَيْن عَن بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ فَسَالَتْ أَوديَة بِقَدرِهَا قَالَ بملئها فَاحْتمل السَّيْل زبدا رابيا قَالَ الزّبد السَّيْل وَمِمَّا توقدون عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زبد مثله قَالَ خَبَثُ الْحَدِيدِ وَالْحِلْيَةِ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جفَاء قَالَ جُمُودًا فِي الْأَرْضِ وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاس فيمكث فِي الأَرْض قَالَ الْمَاءُ وَهُمَا مَثَلَانِ لِلْحَقِّ وَالْبَاطِلِ وَأَخْرَجَهُ من طَرِيقين عَن بن عَبَّاسٍ نَحْوَهُ وَوَجْهُ الْمُمَاثَلَةُ فِي قَوْلِهِ زَبَدٌ مثله أَنَّ كُلًّا مِنَ الزَّبَدَيْنِ نَاشِئٌ عَنِ الْأَكْدَارِ وَمِنْ طَرِيقِ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ بِقَدَرِهَا قَالَ الصَّغِيرُ بِصِغَرِهِ وَالْكَبِيرُ بِكِبَرِهِ وَفِي قَوْلِهِ رَابِيًا أَيْ عَالِيًا وَفِي قَوْلِهِ ابْتِغَاءَ حلية الذَّهَبُ وَالْفِضَّةُ وَفِي قَوْلِهِ أَوْ مَتَاعٌ الْحَدِيدُ وَالصُّفْرُ الَّذِي يُنْتَفَعُ بِهِ وَالْجُفَاءُ مَا يَتَعَلَّقُ بِالشَّجَرِ وَهِيَ ثَلَاثَةُ أَمْثَالٍ ضَرَبَهَا اللَّهُ فِي مَثَلٍ وَاحِدٍ يَقُولُ كَمَا اضْمَحَلَّ هَذَا الزَّبَدُ فَصَارَ لَا يُنْتَفَعُ بِهِ كَذَلِكَ يَضْمَحِلُّ الْبَاطِلُ عَنْ أَهْلِهِ وَكَمَا مَكَثَ هَذَا الْمَاءُ فِي الْأَرْضِ فَأَمْرَعَتْ وَأَخْرَجَتْ نَبَاتَهَا كَذَلِكَ يَبْقَى الْحَقُّ لِأَهْلِهِ وَنَظِيرُهُ بَقَاءُ خَالِصِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ إِذَا دَخَلَ النَّارَ وَذَهَبَ خَبَثُهُ وَبَقِيَ صَفْوُهُ كَذَلِكَ يَبْقَى الْحَقُّ لِأَهْلِهِ وَيَذْهَبُ الْبَاطِلُ تَنْبِيهٌ وَقَعَ لِلْأَكْثَرِ يَمْلَأُ بَطْنَ وَادٍ وَفِي رِوَايَةِ الْأَصِيلِيِّ يَمْلَأُ كُلَّ وَاحِدٍ وَهُوَ أَشْبَهَ وَيَرْوِي مَاءَ بطن وَاد