(قَوْلُهُ سُورَةُ الرَّعْدِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)

ثَبَتَتِ الْبَسْمَلَةُ لِأَبِي ذَر وَحده قَوْله قَالَ بن عَبَّاس كباسط كفيه مَثَلُ الْمُشْرِكِ الَّذِي عَبَدَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ غَيْرَهُ كَمَثَلِ الْعَطْشَانِ الَّذِي يَنْظُرُ إِلَى ظِلِّ خَيَالِهِ فِي الْمَاءِ مِنْ بَعِيدٍ وَهُوَ يُرِيد أَن يتَنَاوَلهُ وَلَا يقدر وَصله بن أبي حَاتِم وبن جَرِيرٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ ليبلغ فَاه الْآيَةَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ وَقَالَ فِي آخِرِهِ وَلَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ تَنْبِيهٌ وَقَعَ فِي رِوَايَةِ الْأَكْثَرِ فَلَا يَقْدِرُ بِالرَّاءِ وَهُوَ الصَّوَابُ وَحَكَى عِيَاضٌ أَنَّ فِي رِوَايَةِ غَيْرِ الْقَابِسِيِّ يَقْدَمُ بِالْمِيمِ وَهُوَ تَصْحِيفٌ وَإِنْ كَانَ لَهُ وَجْهٌ مِنْ جِهَةِ الْمَعْنَى وَرَوَى الطَّبَرِيُّ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ الْعَوْفِيّ عَن بن عَبَّاسٍ فِي هَذِهِ الْآيَةِ قَالَ مَثَلُ الْأَوْثَانِ الَّتِي تُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَمَثَلِ رَجُلِ قَدْ بَلَغَهُ الْعَطَشُ حَتَّى كَرَبَهُ الْمَوْتُ وَكَفَّاهُ فِي الْمَاءِ قَدْ وَضَعَهُمَا لَا يَبْلُغَانِ فَاهُ يَقُولُ اللَّهُ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ الْأَوْثَانُ وَلَا تَنْفَعُهُ حَتَّى تَبْلُغَ كَفًّا هَذَا فَاهُ وَمَا هُمَا بِبَالِغَتَيْنِ فَاهُ أَبَدًا وَمِنْ طَرِيقِ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ كَالرَّجُلِ الْعَطْشَانِ يَمُدُّ يَده يه إِلَى الْبِئْرِ لِيَرْتَفِعَ الْمَاءُ إِلَيْهِ وَمَا هُوَ بِمُرْتَفِعٍ وَمِنْ طَرِيقِ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ الَّذِي يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ إِلَهًا لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ بِشَيْءٍ أَبَدًا مِنْ نَفْعٍ أَوْ ضُرٍّ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمَوْتُ مَثَلُهُ كَمَثَلِ الَّذِي بَسَطَ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَلَا يَصِلُ ذَلِكَ إِلَيْهِ فَيَمُوتُ عَطَشًا وَمِنْ طَرِيقِ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ نَحْوَهُ وَلَكِنْ قَالَ وَلَيْسَ الْمَاءُ بِبَالِغٍ فَاهُ مَا دَامَ بَاسِطًا كَفَّيْهِ لَا يَقْبِضُهُمَا وَسَيَأْتِي قَوْلُ مُجَاهِدٍ فِي ذَلِكَ فِيمَا بعد قَوْله وَقَالَ غَيره متجاورات متداينات وَقَالَ غَيْرُهُ الْمَثُلَاتُ وَاحِدُهَا مَثُلَةٌ وَهِيَ الْأَمْثَالُ وَالْأَشْبَاهُ وَقَالَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا هَكَذَا وَقَعَ فِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ وَلِغَيْرِهِ وَقَالَ غَيْرُهُ سَخَّرَ ذَلَّلَ مُتَجَاوِرَاتٍ مُتَدَانِيَاتٍ الْمُثُلَاتُ وأحدها مثلَة إِلَى آخِره فَجعل الْكل لقَائِل وَاحِدٍ وَقَوْلُهُ وَسَخَّرَ هُوَ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَتَشْدِيدِ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَذَلَّلَ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ وَتَشْدِيدِ اللَّامِ تَفْسِيرُ سَخَّرَ وَكُلُّ هَذَا كَلَامُ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ فِي قَوْله وسخر الشَّمْس وَالْقَمَر أَيْ ذَلَّلَهُمَا فَانْطَاعَا قَالَ وَالتَّنْوِينُ فِي كُلٍّ بَدَلٌ مِنَ الضَّمِيرِ لِلشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَهُوَ مَرْفُوعٌ عَلَى الِاسْتِئْنَافِ فَلَمْ يَعْمَلُ فِيهِ وَسَخَّرَ وَقَالَ فِي قَوْله وَفِي الأَرْض قطع متجاورات أَيْ مُتَدَانِيَاتٌ مُتَقَارِبَاتٌ وَقَالَ فِي قَوْلِهِ وَقَدْ خلت من قبلهم المثلات قَالَ الْأَمْثَالُ وَالْأَشْبَاهُ وَالنَّظِيرُ وَرَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيق بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ الْمَثُلَاتُ قَالَ الْأَمْثَالُ وَمِنْ طَرِيقِ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ الْمَثُلَاتُ الْعُقُوبَاتُ وَمِنْ طَرِيقِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ الْمَثُلَاتُ مَا مَثَّلَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْأُمَمِ مِنَ الْعَذَابِ وَهُوَ جَمْعُ مَثُلَةٍ كَقَطْعِ الْأُذُنِ وَالْأَنْفِ تَنْبِيهٌ الْمَثُلَاتُ وَالْمَثُلَةُ كِلَاهُمَا بِفَتْحِ الْمِيمِ وَضَمِّ الْمُثَلَّثَةِ مِثْلُ سَمُرَةٍ وَسَمُرَاتٍ وَسَكَّنَ يَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ الْمُثَلَّثَةَ فِي قِرَاءَتِهِ وَضَمَّ الْمِيمَ وَكَذَا طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ لَكِنْ فَتَحَ أَوَّلَهُ وَقَرَأَ الْأَعْمَشُ بِفَتْحِهِمَا وَفِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ بِضَمِّهِمَا وَبِهِمَا قَرَأَ عِيسَى بْنُ عُمَرَ قَوْلُهُ بِمِقْدَارٍ بِقَدَرٍ هُوَ كَلَامُ أَبِي عُبَيْدَةَ أَيْضًا وَزَادَ مِفْعَالٌ مِنَ الْقَدرِ وَرَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ أَيْ جَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا مَعْلُومًا قَوْلُهُ يُقَالُ مُعَقِّبَاتٌ مَلَائِكَةٌ حَفَظَةٌ تُعَقِّبُ الْأُولَى مِنْهَا الْأُخْرَى وَمِنْهُ قِيلَ الْعَقِيبُ أَيْ عَقَّبْتُ فِي أَثَرِهِ سَقَطَ لَفْظُ يُقَالُ مِنْ رِوَايَةِ غَيْرِ أَبِي ذَرٍّ وَهُوَ أَوْلَى فَإِنَّهُ كَلَامُ أَبِي عُبَيْدَةَ أَيْضًا قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَين يَدَيْهِ أَيْ مَلَائِكَةٌ تُعَقِّبُ بَعْدَ مَلَائِكَةٍ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015