قَالَ قَوْلُهُ آوَى إِلَيْهِ ضَمَّ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ أَيْ ضَمَّهُ آوَاهُ فَهُوَ يُؤْوِي إِلَيْهِ إِيوَاءً قَوْلُهُ السِّقَايَةُ مِكْيَالٌ هِيَ الْإِنَاءُ الَّذِي كَانَ يُشْرِبُ بِهِ قِيلَ جَعَلَهُ يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِكْيَالًا لِئَلَّا يَكْتَالُوا بِغَيْرِهِ فَيَظْلِمُوا وَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ جعل السِّقَايَة قَالَ إِنَاءُ الْمَلِكِ الَّذِي يَشْرَبُ بِهِ قَوْلُهُ تَفْتَأُ لَا تَزَالُ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْله تَعَالَى تالله تفتأ تذكر يُوسُف أَيْ لَا تَزَالُ تَذْكُرُهُ وَرَوَى الطَّبَرِيُّ من طَرِيق بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ تَفْتَأُ أَيْ لَا تَفْتُرُ عَنْ حُبِّهِ وَقِيلَ مَعْنَى تَفْتَأُ تَزَالُ فَحُذِفَ حَرْفُ النَّفْيِ قَوْلُهُ تَحَسَّسُوا تَخَبَّرُوا قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا من يُوسُف وأخيه يَقُولُ تَخَبَّرُوا وَالْتَمِسُوا فِي الْمَظَانِّ قَوْلُهُ مُزْجَاةٍ قَلِيلَةٍ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَجِئْنَا ببضاعة مزجاة أَيْ يَسِيرَةٍ قَلِيلَةٍ قِيلَ فَاسِدَةٍ وَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاق عَن قَتَادَة فِي قَوْله مُزْجَاةٍ قَالَ يَسِيرَةٌ وَلِسَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ مُزْجَاةٍ قَالَ قَلِيلَةٌ وَاخْتُلِفَ فِي بِضَاعَتِهِمْ فَقِيلَ كَانَتْ مِنْ صُوفٍ وَنَحْوِهِ وَقِيلَ دَرَاهِمَ رَدِيئَةً وَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ بِإِسْنَادٍ حسن عَن بن عَبَّاس وَسُئِلَ عَن قَوْله ببضاعة مزجاة قَالَ رَثَّةُ الْحَبْلِ وَالْغِرَارَةِ وَالشَّنِّ قَوْلُهُ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ عَامَّةٌ مُجَلَّلَةٌ بِالْجِيمِ وَهُوَ تَأْكِيدٌ لِقَوْلِهِ عَامَّةٌ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ غَاشِيَةٌ من عَذَاب الله مُجَلَّلَةٌ وَهِيَ بِالْجِيمِ وَتَشْدِيدِ اللَّامِ أَيْ تَعُمُّهُمْ وَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْله غاشية من عَذَاب الله أَيْ وَقِيعَةٌ تَغْشَاهُمْ قَوْلُهُ حَرَضًا مُحْرَضًا يُذِيبُكَ الْهَمُّ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى حَتَّى تكون حرضا الْحَرِضُ الَّذِي أَذَابَهُ الْحُزْنُ أَوِ الْحُبُّ وَهُوَ مَوْضِعٌ مُحَرَّضٌ قَالَ الشَّاعِرُ إِنِّي امْرُؤٌ لَجَّ بِي حزن فأحرضني أَي إِذا بنى قَوْلُهُ اسْتَيْأَسُوا يَئِسُوا وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ الله مَعْنَاهُ الرَّجَاءُ ثَبَتَ هَذَا لِأَبِي ذَرٍّ عَنِ الْمُسْتَمْلِي وَالْكُشْمِيهَنِيِّ وَسَقَطَ لِغَيْرِهِمَا وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي تَرْجَمَةِ يُوسُفَ مِنْ أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ قَوْلُهُ خَلَصُوا نَجِيًّا أَيِ اعْتَزَلُوا نَجِيًّا وَالْجَمْعُ أَنْجِيَةٌ يَتَنَاجَوْنَ الْوَاحِدُ نَجِيٌّ وَالِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ نَجِيٌّ وَأَنْجِيَةٌ ثَبَتَ هَذَا لِأَبِي ذَرٍّ عَنِ الْمُسْتَمْلِي وَالْكُشْمِيهَنِيِّ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ الْمُسْتَمْلِي اعْتَرَفُوا بَدَلَ اعْتَزَلُوا وَالصَّوَابُ الْأَوَّلُ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى خَلَصُوا نجيا أَيِ اعْتَزَلُوا نَجِيًّا يَتَنَاجَوْنَ وَالنَّجِيُّ يَقَعُ لَفْظُهُ عَلَى الْوَاحِدِ وَالْجَمْعِ أَيْضًا وَقَدْ يُجْمَعُ فَيُقَالُ أَنْجِيَةٌ

(قَوْلُهُ بَابُ قَوْلِهِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وعَلى آل يَعْقُوب الْآيَة)

ذكر فِيهِ حَدِيث بن عمر الْكَرِيم بن الْكَرِيمِ الْحَدِيثَ وَأَخْرَجَ الْحَاكِمُ مِثْلَهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَهُوَ دَالٌّ عَلَى فَضِيلَةٍ خَاصَّةٍ وَقَعَتْ لِيُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمْ يُشْرِكُهُ فِيهَا أَحَدٌ وَمَعْنَى قَوْلُهُ أَكْرَمُ النَّاسِ أَيْ مِنْ جِهَةِ النَّسَبِ وَلَا يَلْزَمُ مِنْ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ أَفْضَلُ مِنْ غَيْرِهِ مُطْلَقًا وَقَوْلُهُ فِي أَوَّلِ الْإِسْنَادِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ هُوَ الْجُعْفِيُّ شَيْخُهُ الْمَشْهُورُ وَوَقَعَ فِي أَطْرَافِ خَلَفٍ هُنَا وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ وَالْأول أولى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015