(قَوْلُهُ سُورَةُ بَرَاءَةِ هِيَ سُورَةُ التَّوْبَةِ)

وَهِيَ أَشْهَرُ أَسْمَائِهَا وَلَهَا أَسْمَاءٌ أُخْرَى تَزِيدُ عَلَى الْعَشَرَةِ وَاخْتُلِفَ فِي تَرْكِ الْبَسْمَلَةِ أَوَّلَهَا فَقِيلَ لِأَنَّهَا نَزَلَتْ بِالسَّيْفِ وَالْبَسْمَلَةُ أَمَانٌ وَقِيلَ لِأَنَّهُمْ لَمَّا جَمَعُوا الْقُرْآنَ شَكُّوا هَلْ هِيَ وَالْأَنْفَالُ وَاحِدَة أَو اثْنَتَانِ فَفَصَلُوا بَيْنَهُمَا بِسَطْرٍ لَا كِتَابَةَ فِيهِ وَلَمْ يكتبوا فِيهِ الْبَسْمَلَة روى ذَلِك بن عَبَّاسٍ عَنْ عُثْمَانَ وَهُوَ الْمُعْتَمَدُ وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالْحَاكِمُ وَبَعْضُ أَصْحَابِ السُّنَنِ قَوْلُهُ مَرْصَدٍ طَرِيقٍ كَذَا فِي بَعْضِ النُّسَخِ وَسَقَطَ لِلْأَكْثَرِ وَهُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى واقعدوا لَهُم كل مرصد أَيْ كُلُّ طَرِيقٍ وَالْمَرَاصِدُ الطُّرُقُ قَوْلُهُ إِلًّا الْإِلُّ الْقَرَابَةُ وَالذِّمَّةُ وَالْعَهْدُ تَقَدَّمَ فِي الْجِزْيَةِ قَوْلُهُ وَلِيجَةً كُلُّ شَيْءٍ أَدْخَلْتَهُ فِي شَيْءٍ تَقَدَّمَ فِي بَدْءِ الْخَلْقِ وَسَقَطَ هُوَ وَالَّذِي قَبْلَهُ لِأَبِي ذَرٍّ قَوْلُهُ الشُّقَّةُ السَّفَرُ هُوَ كَلَامُ أَبِي عُبَيْدَةَ وَزَادَ الْبَعِيدُ وَقِيلَ الشُّقَّةُ الْأَرْضُ الَّتِي يَشُقُّ سُلُوكُهَا قَوْلُهُ الْخَبَالُ الْفَسَادُ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى مَا زادوكم إِلَّا خبالا الْخَبَالُ الْفَسَادُ قَوْلُهُ وَالْخَبَالُ الْمَوْتُ كَذَا لَهُمْ وَالصَّوَابُ الْمُوتَةُ بِضَمِّ الْمِيمِ وَزِيَادَةِ هَاءٍ فِي آخِرِهِ وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ الْجُنُونِ قَوْلُهُ وَلَا تَفْتِنِّي لَا تُوَبِّخْنِي كَذَا لِلْأَكْثَرِ بِالْمُوَحَّدَةِ وَالْخَاءُ الْمُعْجَمَةِ مِنَ التَّوْبِيخِ وَلِلْمُسْتَمْلِيِّ وَالْجُرْجَانِيِّ تُوَهِّنِّي بِالْهَاءِ وَتَشْدِيدِ النُّونِ مِنَ الْوَهَنِ وَهُوَ الضَّعْفُ وَلِابْنِ السَّكَنِ تُؤَثِّمْنِي بِمُثَلَّثَةٍ ثَقِيلَةٍ وَمِيمٍ سَاكِنَةٍ مِنَ الْإِثْمِ قَالَ عِيَاضٌ وَهُوَ الصَّوَابُ وَهِيَ الثَّابِتَةُ فِي كَلَامِ أَبِي عُبَيْدَةَ الَّذِي يُكْثِرُ الْمُصَنِّفُ النَّقْلَ عَنْهُ وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ وَلَا تَفْتِنِّي قَالَ لَا تؤثمني أَلا فِي الْفِتْنَة سقطوا أَلَا فِي الْإِثْمِ سَقَطُوا قَوْلُهُ كَرْهًا وَكُرْهًا وَاحِدٌ أَيْ بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ وَهُوَ كَلَامُ أَبِي عُبَيْدَةَ أَيْضًا وَسَقَطَ لِأَبِي ذَرٍّ وَبِالضَّمِّ قَرَأَ الْكُوفِيُّونَ حَمْزَةُ وَالْأَعْمَشُ وَيَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ وَالْكِسَائِيُّ وَالْبَاقُونَ بِالْفَتْحِ قَوْلُهُ مَدْخَلًا يَدْخُلُونَ فِيهِ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ مَلْجَأً يَلْجَئُونَ إِلَيْهِ أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلًا يَدْخُلُونَ فِيهِ وَيَتَغَيَّبُونَ انْتَهَى وَأَصْلُ مُدَّخَلًا مُدْتَخَلًا فَأُدْغِمَ وَقَرَأَ الْأَعْمَشُ وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ بِتَشْدِيدِ الْخَاءِ أَيْضًا وَعَنِ بن كَثِيرٍ فِي رِوَايَةِ مَدْخَلًا بِفَتْحَتَيْنِ بَيْنَهُمَا سُكُونٌ يَجْمَحُونَ يُسْرِعُونَ هُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ وَزَادَ لَا يَرُدُّ وُجُوهَهُمْ شَيْءٌ وَمِنْهُ فَرَسٌ جَمُوحٌ قَوْلُهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ ائْتَفَكَتِ انْقَلَبَتْ بِهَا الْأَرْضُ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رسلهم هُمْ قَوْمُ لُوطٍ ائْتَفَكَتْ بِهِمُ الْأَرْضُ أَيِ انْقَلَبَتْ بِهِمْ قَوْلُهُ أَهْوَى أَلْقَاهُ فِي هُوَّةٍ هَذِهِ اللَّفْظَةُ لَمْ تَقَعْ فِي سُورَةِ بَرَاءَةِ وَإِنَّمَا هِيَ فِي سُورَةِ النَّجْمِ ذَكَرَهَا الْمُصَنِّفُ هُنَا اسْتِطْرَادًا من قَوْله والمؤتفكة أَهْوى قَوْلُهُ عَدْنٍ خُلْدٍ إِلَخْ وَاقْتَصَرَ أَبُو ذَرٍّ عَلَى مَا هُنَا قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْله تَعَالَى جنَّات عدن أَيْ خُلْدٍ يُقَالُ عَدَنَ فُلَانُ بِأَرْضِ كَذَا أَيْ أَقَامَ وَمِنْهُ الْمَعْدِنُ عَدَنْتُ بِأَرْضِ أَقَمْتُ وَيُقَال فِي مَعْدن صدق فِي منبت صدق قَوْلُهُ الْخَوَالِفُ الْخَالِفُ الَّذِي خَلَفَنِي فَقَعَدَ بَعْدِي وَمِنْهُ يَخْلُفُهُ فِي الْغَابِرِينَ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْله مَعَ الخالفين الْخَالِفُ الَّذِي خَلَفَ بَعْدَ شَاخِصٍ فَقَعَدَ فِي رَحْلِهِ وَهُوَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنِ الْقَوْمِ وَمِنْهُ اللَّهُمَّ اخْلُفْنِي فِي وَلَدِي وَأَشَارَ بِقَوْلِهِ وَمِنْهُ يَخْلُفُهُ فِي الْغَابِرِينَ إِلَى حَدِيثِ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْجِنَازَةِ قَوْلُهُ وَيَجُوزُ أَن يكون النِّسَاء من الخالفة وَإِن كَانَ جمع الذُّكُور فَإِنَّهُ لم يُوجد على تَقْدِير جمعه إِلَّا حرفان فَارس وفوارس وهالك وهوالك قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِف يجوز أَن يكون الْخَوَالِف هَا هُنَا النِّسَاءُ وَلَا يَكَادُونَ يَجْمَعُونَ الرِّجَالَ عَلَى فَوَاعِلَ غَيْرَ أَنَّهُمْ قَدْ قَالُوا فَارِسٌ وَفَوَارِسُ وَهَالِكٌ وهوالك انْتهى وَقد استدرك عَلَيْهِ بن مَالِكٍ شَاهِقٌ وَشَوَاهِقُ وَنَاكِسٌ وَنَوَاكِسُ وَدَاجِنٌ وَدَوَاجِنُ وَهَذِهِ الثَّلَاثَةُ مَعَ الِاثْنَيْنِ جَمْعُ فَاعِلٍ وَهُوَ شَاذٌّ وَالْمَشْهُورُ فِي فَوَاعِلَ جَمْعُ فَاعِلَةٍ فَإِنْ كَانَ مِنْ صِفَةِ النِّسَاءِ فَوَاضِحُ وَقَدْ تُحْذَفُ الْهَاءُ فِي صِفَةِ الْمُفْرَدِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015