يَعْنِي زِنَةَ ذَرَّةٍ هُوَ تَفْسِيرُ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى مِثْقَالَ ذَرَّةٍ أَيْ زِنَةَ ذَرَّةٍ وَيُقَالُ هَذَا مِثْقَالُ هَذَا أَيْ وَزْنُهُ وَهُوَ مِفْعَالٌ مِنَ الثِّقَلِ وَالذَّرَّةُ النَّمْلَةُ الصَّغِيرَةُ وَيُقَالُ وَاحِدَةُ الْهَبَاءِ وَالذَّرَّةُ يُقَالُ زِنَتُهَا رُبُعُ وَرَقَةِ نُخَالَةٍ وَوَرَقَةُ النُّخَالَةِ وَزْنُ رُبُعِ خَرْدَلَةٍ وَزِنَةُ الْخَرْدَلَةِ رُبُعُ سِمْسِمَةٍ وَيُقَالُ الذَّرَّةُ لَا وَزْنَ لَهَا وَإِنَّ شَخْصًا تَرَكَ رَغِيفًا حَتَّى عَلَاهُ الذَّرُّ فَوَزَنَهُ فَلَمْ يَزِدْ شَيْئًا حَكَاهُ الثَّعْلَبِيُّ ثُمَّ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ حَدِيثَ أَبِي سَعِيدٍ فِي الشَّفَاعَةِ وَسَيَأْتِي شَرْحُهُ مُسْتَوْفًى فِي كِتَابِ الرِّقَاقِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى مَعَ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ الْمَذْكُورِ هُنَاكَ وَهُوَ بِطُولِهِ فِي مَعْنَاهُ وَقَدْ وَقَعَ ذِكْرُهُمَا بِتَمَامِهِمَا مُتَوَالِيَيْنِ فِي كِتَابِ التَّوْحِيدِ وَشَيْخُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ هُوَ الرَّمْلِيُّ يُعْرَفُ بِابْنِ الْوَاسِطِيِّ وَثَّقَهُ الْعِجْلِيُّ وَلَيَّنَهُ أَبُو زُرْعَةَ وَأَبُو حَاتِمٍ وَلَيْسَ لَهُ فِي الْبُخَارِيِّ سِوَى هَذَا الْحَدِيثِ وَآخر فِي الِاعْتِصَام قَوْلُهُ بَابُ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا وَقَعَ فِي الْبَابِ تَفَاسِيرُ لَا تَتَعَلَّقُ بِالْآيَةِ وَقَدْ قَدَّمْتُ الِاعْتِذَارَ عَنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ الْمُخْتَالُ وَالْخَتَّالُ وَاحِدٌ كَذَا لِلْأَكْثَرِ بِمُثَنَّاةٍ فَوْقَانِيَّةٍ ثَقِيلَةٍ وَفِي رِوَايَةِ الْأَصِيلِيِّ الْمُخْتَالُ وَالْخَالُ وَاحِدٌ وَصَوَّبَهُ بن مَالِكٍ وَكَذَلِكَ هُوَ فِي كَلَامِ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى مُخْتَالًا فَخُورًا الْمُخْتَالُ ذُو الْخُيَلَاءِ وَالْخَالُ وَاحِدٌ قَالَ وَيَجِيءُ مَصْدَرًا قَالَ العجاج وَالْخَال ثوب من ثِيَاب الْجُهَّال قُلْتُ وَالْخَالُ يُطْلَقُ لِمَعَانٍ كَثِيرَةٍ نَظَمَهَا بَعْضُهُمْ فِي قَصِيدَةٍ فَبَلَغَ نَحْوًا مِنَ الْعِشْرِينَ وَيُقَالُ إِنَّهُ وُجِدَتْ قَصِيدَةٌ تَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ عِشْرِينَ أُخْرَى وَكَلَامُ عِيَاضٍ يَقْتَضِي أَنَّ الَّذِي فِي رِوَايَةِ الْأَكْثَرِ بِالْمُثَنَّاةِ التَّحْتَانِيَّةِ لَا الْفَوْقَانِيَّةِ