وَهِي الشَّهَادَة وَقد وَصله بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاس مثله ثَمَّ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ طَرَفًا مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ فِي قِصَّةِ الرُّمَاةِ يَوْمَ أُحُدٍ وَقَدْ تَقَدَّمَ بِتَمَامِهِ مَعَ شَرْحِهِ فِي الْمَغَازِي

(قَوْله بَاب قَوْلِهِ أَمَنَةً نُعَاسًا)

[4562] قَوْلُهُ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو يَعْقُوبَ هُوَ بَغْدَادِيٌّ لَقَّبَهُ لُؤْلُؤٌ وَيُقَالُ يُؤْيُؤٌ بِتَحْتَانِيَّتَيْنِ وَهُوَ بن عَمِّ أَحْمَدَ بْنِ مَنِيعٍ وَلَيْسَ لَهُ فِي الْبُخَارِيِّ سِوَى هَذَا الْحَدِيثِ وَآخَرُ فِي كِتَابِ الرِّقَاقِ وَهُوَ ثِقَةٌ بِاتِّفَاقٍ وَعَاشَ بَعْدَ الْبُخَارِيِّ ثَلَاثَ سِنِينَ مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ ثُمَّ ذَكَرَ حَدِيثَ أَبِي طَلْحَةَ فِي النُّعَاسِ يَوْمَ أُحُدٍ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْمَغَازِي مِنْ وَجْهٍ آخر عَن قَتَادَة مَعَ شَرحه

(قَوْلُهُ بَابُ قَوْلِهِ تَعَالَى الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُول من بعد مَا أَصَابَهُم الْقرح)

سَاقَ الْآيَةَ إِلَى عَظِيمٌ قَوْلُهُ الْقَرْحُ الْجِرَاحُ هُوَ تَفْسِير أبي عُبَيْدَة وَكَذَا أخرجه بن جَرِيرٍ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ مِثْلَهُ وَرَوَى سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ عَنِ بن مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَرَأَ الْقُرْحُ بِالضَّمِّ قُلْتُ وَهِيَ قِرَاءَةُ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَذَكَرَ أَبُو عُبَيْدٍ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ أَقْرَأُهَا بِالْفَتْحِ لَا بِالضَّمِّ قَالَ الْأَخْفَشُ الْقُرْحُ بِالضَّمِّ وَبِالْفَتْحِ الْمَصْدَرُ فَالضَّمُّ لُغَةُ أَهْلِ الْحِجَازِ وَالْفَتْحُ لُغَةُ غَيْرِهِمْ كَالضَّعْفِ وَالضُّعْفِ وَحَكَى الْفَرَّاءُ أَنَّهُ بِالضَّمِّ الْجُرْحُ وَبِالْفَتْحِ أَلَمُهُ وَقَالَ الرَّاغِبُ الْقَرْحُ بِالْفَتْحِ أَثَرُ الْجِرَاحَةِ وَبِالضَّمِّ أَثَرُهَا مِنْ دَاخِلٍ قَوْلُهُ اسْتَجَابُوا أَجَابُوا وَيَسْتَجِيبُ يُجِيبُ هُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فَاسْتَجَابَ لَهُمْ أَيْ أَجَابَهُمْ تَقُولُ الْعَرَبُ اسْتَجَبْتُكَ أَيْ أَجَبْتُكَ قَالَ كَعْبُ الْغَنَوِيُّ وَدَاعٍ دَعَا يَا مَنْ يُجِيبُ إِلَى النَّدَى فَلَمْ يَسْتَجِبْهُ عِنْدَ ذَاكَ مُجِيبُ وَقَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات أَيْ يُجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَذِهِ فِي سُورَةِ الشُّورَى وَإِنَّمَا أَوْرَدَهَا الْمُصَنِّفُ اسْتِشْهَادًا لِلْآيَةِ الْأُخْرَى تَنْبِيهٌ لَمْ يَسُقِ الْبُخَارِيُّ فِي هَذَا الْبَابِ حَدِيثًا وَكَأَنَّهُ بَيَّضَ لَهُ وَاللَّائِقُ بِهِ حَدِيثُ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ لِعُرْوَةَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ يَا بن أُخْتِي كَانَ أَبَوَاكَ مِنْهُمُ الزُّبَيْرُ وَأَبُو بَكْرٍ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْمَغَازِي مَعَ شَرْحِهِ وَرَوَى بْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ بن عَبَّاسٍ قَالَ لَمَّا رَجَعَ الْمُشْرِكُونَ عَنْ أُحُدٍ قَالُوا لَا مُحَمَّدًا قَتَلْتُمْ وَلَا الْكَوَاعِبَ رَدَفْتُمْ بِئْسَمَا صَنَعْتُمْ فَرَجَعُوا فَنَدَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ فَانْتَدَبُوا حَتَّى بَلَغَ حَمْرَاءَ الْأَسَدِ فَبَلَغَ الْمُشْرِكِينَ فَقَالُوا نَرْجِعُ مِنْ قَابِلٍ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُول الْآيَة أخرجه النَّسَائِيّ وبن مَرْدَوَيْهِ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ إِلَّا أَنَّ الْمَحْفُوظَ إرْسَاله عَن عِكْرِمَة لَيْسَ فِيهِ بن عَبَّاس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015