رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاحِبًا بِمُعْجَمَةٍ ثُمَّ مُهْمَلَةٍ وَمُوَحَّدَةٍ أَيْ مُتَغَيِّرَ اللَّوْنِ وَفِي رِوَايَةِ إِيَاسٍ فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبْكِي قَوْلُهُ زَعَمُوا أَنَّ عَامِرًا حَبَطَ عَمَلُهُ فِي رِوَايَةِ إِيَاسٍ بَطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ قَتَلَ نَفْسَهُ وَسُمِّيَ مِنَ الْقَائِلِينَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ فِي رِوَايَةِ قُتَيْبَةَ الْآتِيَة فِي الْأَدَب وَعند بن إِسْحَاقَ فَكَانَ الْمُسْلِمُونَ شَكُّوا فِيهِ وَقَالُوا إِنَّمَا قَتَلَهُ سِلَاحُهُ وَنَحْوَهُ عِنْدَ مُسْلِمٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ سَلَمَةَ قَوْلُهُ كَذَبَ مَنْ قَالَهُ أَيْ أَخْطَأَ قَوْلُهُ إِنَّ لَهُ أَجْرَيْنِ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ لَأَجْرَيْنِ وَكَذَا فِي رِوَايَةِ قُتَيْبَةَ وَكَذَا فِي رِوَايَة بن إِسْحَاقَ إِنَّهُ لَشَهِيدٌ وَصَلَّى عَلَيْهِ قَوْلُهُ إِنَّهُ لَجَاهِدٌ مُجَاهِدٌ كَذَا لِلْأَكْثَرِ بِاسْمِ الْفَاعِلِ فِيهِمَا وَكَسْرِ الْهَاءِ وَالتَّنْوِينِ وَالْأَوَّلُ مَرْفُوعٌ عَلَى الْخَبَرِ وَالثَّانِي اتِّبَاعٌ لِلتَّأْكِيدِ كَمَا قَالُوا جَادٌّ مُجِدٌّ وَوَقَعَ لِأَبِي ذَرٍّ عَنِ الْحَمَوِيِّ وَالْمُسْتَمْلِي بِفَتْحِ الْهَاءِ وَالدَّالِ وَكَذَا ضَبَطَهُ الْبَاجِيُّ قَالَ عِيَاضٌ وَالْأَوَّلُ هُوَ الْوَجْهُ قُلْتُ يُؤَيِّدُهُ رِوَايَةِ أَبِي دَاوُدَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ سَلَمَةَ مَاتَ جاهدا مُجَاهدًا قَالَ بن دُرَيْدٍ رَجُلٌ جَاهِدٌ أَيْ جَادٌّ فِي أُمُورِهِ وَقَالَ بن التِّينِ الْجَاهِدُ مَنْ يَرْتَكِبُ الْمَشَقَّةَ وَمُجَاهِدٌ أَيْ لِأَعْدَاءِ اللَّهِ تَعَالَى قَوْلُهُ قَلَّ عَرَبِيٌّ مَشَى بِهَا مِثْلَهُ كَذَا فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ بِالْمِيمِ وَالْقَصْرِ مِنَ الْمَشْيِ وَالضَّمِيرُ لِلْأَرْضِ أَوْ الْمَدِينَةِ أَوِ الْحَرْبِ أَوِ الْخَصْلَةِ قَوْلُهُ قَالَ قُتَيْبَةُ نَشَأَ أَيْ بِنُونٍ وَبِهَمْزَةٍ وَالْمُرَادُ أَنَّ قُتَيْبَةَ رَوَاهُ عَنْ حَاتِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ فَخَالَفَ فِي هَذِهِ اللَّفْظَةِ وَرِوَايَتُهُ مَوْصُولَةٌ فِي الْأَدَبِ عِنْدَهُ وَغَفَلَ الْكُشْمِيهَنِيُّ فَرَوَاهَا هُنَالِكَ بِالْمِيمِ وَالْقَصْرِ وَحَكَى السُّهَيْلِيُّ أَنَّهُ وَقَعَ فِي رِوَايَةٍ مشابها بِضَم الْمِيم اسْم فَاعل من الشّبَه أَيْ لَيْسَ لَهُ مُشَابِهٌ فِي صِفَاتِ الْكَمَالِ فِي الْقِتَالِ وَهُوَ مَنْصُوبٌ بِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ رَأَيْتُهُ مُشَابِهًا أَوْ عَلَى الْحَالِ مِنْ قَوْلِهِ عَرَبِيٌّ قَالَ السُّهَيْلِيُّ وَالْحَالُ مِنَ النَّكِرَةِ يَجُوزُ إِذَا كَانَ فِي تَصْحِيحِ مَعْنًى قَالَ السُّهَيْلِيُّ أَيْضًا وَرَوَى قَلَّ عَرَبِيًّا نَشَأَ بِهَا مِثْلُهُ وَالْفَاعِلُ مِثْلُهُ وَعَرَبِيًّا مَنْصُوبٌ عَلَى التَّمْيِيزِ لِأَنَّ فِي الْكَلَامِ مَعْنَى الْمَدْحِ عَلَى حَدِّ قَوْلِهِمْ عَظُمَ زَيْدٌ رَجُلًا وَقَلَّ زَيْدٌ أَدَبًا