(قَوْلُهُ بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى إِذْ تَسْتَغِيثُونَ ربكُم إِلَى قَوْلِهِ شَدِيدُ الْعِقَابِ)

كَذَا لِلْأَكْثَرِ وَسَاقَ فِي رِوَايَةِ كَرِيمَةَ الْآيَاتِ كُلَّهَا وَقَدْ تَقَدَّمَتِ الْإِشَارَةُ إِلَيْهِ فِي الَّذِي قَبْلَهُ وَالْجَمْعُ أَيْضًا بَين قَوْله بِأَلف من الْمَلَائِكَة وَبَيْنَ قَوْلِهِ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ وَأَوْرَدَ الْبُخَارِيُّ فِيهِ حَدِيثَيْنِ فَقِصَّةُ الْمِقْدَادِ فِيهَا بَيَانُ مَا وَقَعَ قبل الْوَقْعَة وَحَدِيث بن عَبَّاسٍ فِيهِ بَيَانُ الِاسْتِغَاثَةِ

[3952] قَوْلُهُ عَنْ مُخَارِقٍ بِضَم الْمِيم وَتَخْفِيف الْمُعْجَمَة هُوَ بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابِرٍ الْبَجَلِيُّ الْأَحْمَسِيُّ بِمُهْمَلَتَيْنِ وَيُقَالُ اسْمُ أَبِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَيُقَالُ خَلِيفَةٌ وَهُوَ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ عِنْدَ الْجَمِيعِ يُكَنَّى أَبَا سَعِيدٍ وَلَمْ أَرَ لَهُ رِوَايَةً عَنْ غَيْرِ طَارق وَهُوَ بن شِهَابٍ وَلَهُ رُؤْيَةٌ قَوْلُهُ شَهِدْتُ مِنَ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ تَقَدَّمَ أَنَّ اسْمَ أَبِيهِ عَمْرٌو وَأَنَّ الْأَسْوَدَ كَانَ تَبَنَّاهُ فَصَارَ يُنْسَبُ إِلَيْهِ قَوْلُهُ مِمَّا عُدِلَ بِهِ بِضَمِّ الْمُهْمَلَةِ وَكَسْرِ الدَّالِ الْمُهْمَلَةِ أَيْ وُزِنَ أَيْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُقَابِلُ ذَلِكَ مِنَ الدُّنْيَوِيَّاتِ وَقِيلَ مِنَ الثَّوَابِ أَوِ الْمُرَادُ الْأَعَمُّ مِنْ ذَلِكَ وَالْمُرَادُ الْمُبَالَغَةُ فِي عَظَمَةِ ذَلِكَ الْمَشْهَدِ وَأَنَّهُ كَانَ لَوْ خُيِّرَ بَيْنَ أَنْ يَكُونَ صَاحِبَهُ وَبَيْنَ أَنْ يَحْصُلَ لَهُ مَا يُقَابِلُ ذَلِكَ كَائِنًا مَا كَانَ لَكَانَ حُصُولُهُ لَهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ وَقَوْلُهُ لَأَنْ أَكُونَ صَاحِبَهُ هُوَ بِالنَّصْبِ وَفِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ لَأَنْ أَكُونَ أَنَا صَاحِبَهُ وَيَجُوزُ فِيهِ الرّفْع وَالنّصب قَالَ بن مَالِكٍ النَّصْبُ أَجْوَدُ قَوْلُهُ وَهُوَ يَدْعُو عَلَى الْمُشْرِكِينَ زَادَ النَّسَائِيُّ فِي رِوَايَتِهِ جَاءَ الْمِقْدَادُ على فرس يَوْم بدر فَقَالَ وَذكر بن إِسْحَاقَ أَنَّ هَذَا الْكَلَامَ قَالَهُ الْمِقْدَادُ لَمَّا وَصَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّفْرَاءَ وَبَلَغَهُ أَنَّ قُرَيْشًا قَصَدَتْ بَدْرًا وَأَنَّ أَبَا سُفْيَانَ نَجَا بِمَنْ مَعَهُ فَاسْتَشَارَ النَّاسَ فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ فَأَحْسَنَ ثُمَّ قَامَ عُمَرُ كَذَلِكَ ثُمَّ الْمِقْدَادُ فَذَكَرَ نَحْوَ مَا فِي حَدِيثِ الْبَابِ وَزَادَ فَقَالَ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَوْ سَلَكْتَ بِنَا بَرْكَ الْغِمَادِ لَجَاهَدْنَا مَعَكَ مِنْ دُونِهِ قَالَ فَقَالَ أَشِيرُوا عَلَيَّ قَالَ فَعَرَفُوا أَنَّهُ يُرِيدُ الْأَنْصَارَ وَكَانَ يَتَخَوَّفُ أَنْ لَا يُوَافِقُوهُ لِأَنَّهُمْ لَمْ يُبَايِعُوهُ إِلَّا عَلَى نُصْرَتِهِ مِمَّنْ يَقْصِدُهُ لَا أَنْ يَسِيرَ بِهِمْ إِلَى الْعَدُوِّ فَقَالَ لَهُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ امْضِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَا أُمِرْتَ بِهِ فَنَحْنُ مَعَكَ قَالَ فَسَّرَهُ قَوْلُهُ وَنَشَّطَهُ وَكَذَا ذكره مُوسَى بن عقبَة مَبْسُوطا وَأخرجه بن عَائِذٍ مِنْ طَرِيقِ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ عُرْوَةَ وَعند

طور بواسطة نورين ميديا © 2015