أَبُو مُوسَى لَا قَالَ لِمَ قَالَ لِأَنِّي قَدِمْتُ عَلَى قَوْمٍ جُهَّالٍ فَعَلَّمْتُهُمُ الْقُرْآنَ وَالسُّنَّةَ فَأَرْجُو بِذَلِكَ قَوْلُهُ فَقَالَ أَبِي لَكِنِّي وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ هَذَا كَلَامُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَوْلُهُ فَقُلْتُ الْقَائِلُ هُوَ أَبُو بُرْدَةَ وخاطب بذلك بن عُمَرَ فَأَرَادَ أَنَّ عُمَرَ خَيْرٌ مِنْ أَبِي مُوسَى وَأَرَادَ مِنَ الْحَيْثِيَّةِ الْمَذْكُورَةِ وَإِلَّا فَمِنَ الْمُقَرَّرِ أَنَّ عُمَرَ أَفْضَلُ مِنْ أَبِي مُوسَى عِنْدَ جَمِيعِ الطَّوَائِفِ لَكِنْ لَا يَمْتَنِعُ أَنْ يَفُوقَ بَعْضُ الْمَفْضُولِينَ بِخَصْلَةٍ لَا تَسْتَلْزِمُ الْأَفْضَلِيَّةَ الْمُطْلَقَةَ وَمَعَ هَذَا فَعُمَرُ فِي هَذِهِ الْخَصْلَةِ الْمَذْكُورَةِ أَيْضًا أَفْضَلُ مِنْ أَبِي مُوسَى لِأَنَّ مَقَامَ الْخَوْفِ أَفْضَلُ مِنْ مَقَامِ الرَّجَاءِ فَالْعِلْمُ مُحِيطٌ بِأَنَّ الْآدَمِيَّ لَا يَخْلُو عَنْ تَقْصِيرٍ مَا فِي كُلِّ مَا يُرِيدُ مِنَ الْخَيْرِ وَإِنَّمَا قَالَ عُمَرُ ذَلِكَ هَضْمًا لِنَفْسِهِ وَإِلَّا فَمَقَامُهُ فِي الْفَضَائِل والكمالات أَشْهَرُ مِنْ أَنْ يُذْكَرَ قَوْلُهُ خَيْرٌ مِنْ أَبِي فِي رِوَايَةِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ أَفْقَهُ مِنْ أَبِي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015