أَمَّا عَمَّارٌ فَهُوَ بن يَاسِرٍ يُكَنَّى أَبَا الْيَقْظَانِ الْعَنْسِيُّ بِالنُّونِ وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ بِالْمُهْمَلَةِ مُصَغَّرٌ أَسْلَمَ هُوَ وَأَبُوهُ قَدِيمًا وَعُذِّبُوا لِأَجْلِ الْإِسْلَامِ وَقَتَلَ أَبُو جَهْلٍ أُمَّهُ فَكَانَتْ أَوَّلَ شَهِيدٍ فِي الْإِسْلَامِ وَمَاتَ أَبُوهُ قَدِيمًا وَعَاشَ هُوَ إِلَى أَنْ قُتِلَ بِصِفِّينَ مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَكَانَ قَدْ وَلِيَ شَيْئًا مِنْ أُمُورِ الْكُوفَةِ لِعُمَرَ فَلِهَذَا نَسَبَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِلَيْهَا وَأَمَّا حُذَيْفَةُ فَهُوَ بن الْيَمَانِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَمْرٍو الْعَبْسِيُّ بِالْمُوَحَّدَةِ حَلِيفُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ مِنَ الْأَنْصَارِ وَأَسْلَمَ هُوَ وَأَبُوهُ الْيَمَانِ كَمَا سَيَأْتِي وَوَلِيَ حُذَيْفَةُ بَعْضَ أُمُورِ الْكُوفَةِ لِعُمَرَ وَوَلِيَ إِمْرَةَ الْمَدَائِنِ وَمَاتَ بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ بِيَسِيرٍ بِهَا وَكَانَ عَمَّارٌ مِنَ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ وَحُذَيْفَةُ مِنَ الْقُدَمَاءِ فِي الْإِسْلَامِ أَيْضًا إِلَّا أَنَّهُ مُتَأَخِّرٌ فِيهِ عَنْ عَمَّارٍ وَإِنَّمَا جَمَعَ الْمُصَنِّفُ بَيْنَهُمَا فِي التَّرْجَمَةِ لِوُقُوعِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِمَا مِنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ فِي حَدِيث وَاحِد وَقد افرد ذكر بن مَسْعُود وان كَانَ ذكر مَعَهُمَا لوُجُوده مايوافق شَرْطَهُ غَيْرَ ذَلِكَ مِنْ مَنَاقِبِهِ وَقَدْ أَفْرَدَ ذِكْرَ حُذَيْفَةَ فِي أَوَاخِرِ الْمَنَاقِبِ وَهُوَ مِمَّا يُؤَيِّدُ مَا سَنَذْكُرُهُ أَنَّهُ لَمْ يُهَذِّبْ تَرْتِيبَ مَنْ ذَكَرَهُ مِنْ أَصْحَابِ هَذِهِ الْمَنَاقِبِ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ إِفْرَادُهُ بِالذِّكْرِ لِأَنَّهُ أَرَادَ ذِكْرَ تَرْجَمَةِ وَالِدِهِ الْيَمَانِ
[3742] قَوْلُهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ قَدِمْتُ الشَّامَ فِي رِوَايَةِ شُعْبَةَ الَّتِي بَعْدَ هَذِهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ ذَهَبَ عَلْقَمَةُ إِلَى الشَّامِ وَهَذَا الثَّانِي صُورَتُهُ مُرْسَلٌ لَكِنْ قَالَ فِي أَثْنَائِهِ قَالَ قُلْتُ بَلَى فَاقْتَضَى أَنَّهُ مَوْصُولٌ وَوَقَعَ فِي التَّفْسِيرِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ قدمت الشَّام فِي نفر من أَصْحَاب بن مَسْعُودٍ فَسَمِعَ بِنَا أَبُو الدَّرْدَاءِ فَأَتَانَا قَوْلُهُ حَتَّى يَجْلِسَ إِلَى جَنْبِي أَيْ يَجْعَلَ غَايَةَ مَجِيئِهِ جُلُوسَهُ وَعَبَّرَ بِلَفْظِ الْمُضَارِعِ مُبَالَغَةً زَادَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ فِي رِوَايَتِهِ فَقُلْتُ الْحَمْدُ لِلَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ اللَّهُ اسْتَجَابَ دَعْوَتِي قَوْلُهُ قَالُوا أَبُو الدَّرْدَاءِ لَمْ أَقِفْ عَلَى اسْمِ الْقَائِل قَوْله قَالَ أَو لَيْسَ عنْدكُمْ بن أُمِّ عَبْدٍ يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ وَمُرَادُ أَبِي الدَّرْدَاءِ بِذَلِكَ أَنَّهُ فَهِمَ مِنْهُمْ أَنَّهُمْ قَدِمُوا فِي طَلَبِ الْعِلْمِ فَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّ عِنْدَهُمْ مِنَ الْعُلَمَاءِ مِنْ لَا يَحْتَاجُونَ مَعَهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ وَيُسْتَفَادُ مِنْهُ أَنَّ الْمُحَدِّثَ لَا يرحل عَن بَلَده حَتَّى يستوعب ماعند مَشَايِخِهَا قَوْلُهُ صَاحِبُ النَّعْلَيْنِ أَيْ نَعْلَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ بن مَسْعُودٍ يَحْمِلُهُمَا وَيَتَعَاهَدُهُمَا قَوْلُهُ وَالْوِسَادُ فِي رِوَايَةِ شُعْبَةَ صَاحِبُ السِّوَاكِ بِالْكَافِ أَوِ السَّوَادِ بِالدَّالِ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ هُنَا الْوِسَادُ وَرِوَايَةُ غَيْرِهِ أَوْجَهُ وَالسَّوَادُ السِّرَارُ بِرَاءَيْنِ يُقَالُ سَاوَدْتُهُ سَوَادًا أَيْ سَارَرْتُهُ سِرَارًا وَأَصْلُهُ أَدْنَى السَّوَادِ وَهُوَ الشَّخْصُ مِنَ السَّوَادِ قَوْلُهُ وَالْمِطْهَرَةُ فِي رِوَايَةِ السَّرَخْسِيِّ وَالْمِطْهَرُ بِغَيْرِ هَاءٍ وَأَغْرَبَ الدَّاوُدِيُّ فَقَالَ مَعْنَاهُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَمْلِكُ مِنَ الْجِهَازِ غَيْرَ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ الثَّلَاثَةِ كَذَا قَالَ وَتعقب بن التِّينِ كَلَامَهُ فَأَصَابَ وَقَدْ رَوَى مُسْلِمٌ عَنِ بن مَسْعُودٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ