الْحَلْبِ لِمَنْ يَمُرُّ بِكَ عَلَى سَبِيلِ الضِّيَافَةِ وَبِهَذَا التَّقْرِيرِ يَنْدَفِعُ الْإِشْكَالُ الْمَاضِي فِي أَوَاخِرِ اللُّقَطَةِ وَهُوَ كَيْفَ اسْتَجَازَ أَبُو بَكْرٍ أَخْذَ اللَّبَنِ مِنَ الرَّاعِي بِغَيْرِ إِذْنِ مَالِكِ الْغَنَمِ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ أَبُو بَكْرٍ لَمَّا عَرَفَهُ عَرَفَ رِضَاهُ بِذَلِكَ بِصَدَاقَتِهِ لَهُ أَوْ إِذْنِهِ الْعَامِّ لِذَلِكَ وَقَدْ تَقَدَّمَ بَاقِي مَا يَتَعَلَّقُ بِذَلِكَ هُنَا قَوْلُهُ فَقُلْتُ انْفُضِ الضَّرْعَ أَيْ ثَدْيَ الشَّاةِ وَفِي رِوَايَةِ إِسْرَائِيلَ الْآتِيَةِ وَأَمَرْتُهُ فَاعْتَقَلَ شَاةً أَيْ وَضَعَ رِجْلَهَا بَيْنَ فَخِذَيْهِ أَوْ سَاقَيْهِ يَمْنَعُهَا مِنَ الْحَرَكَةِ قَوْلُهُ فَأَخَذْتُ قدحا فحلبت فِي رِوَايَةٍ فَأَمَرْتُ الرَّاعِيَ فَحَلَبَ وَيُجْمَعُ بِأَنَّهُ تَجَوَّزٌ فِي قَوْلِهِ فَحَلَبْتُ وَمُرَادُهُ أَمَرْتُ بِالْحَلْبِ قَوْلُهُ كُثْبَةً بِضَمِّ الْكَافِ وَسُكُونِ الْمُثَلَّثَةِ وَفَتْحِ الْمُوَحَّدَةِ أَيْ قَدْرَ قَدَحٍ وَقِيلَ حَلْبَةً خَفِيفَةً وَيُطْلَقُ عَلَى الْقَلِيلِ مِنَ الْمَاءِ وَاللَّبَنِ وَعَلَى الْجَرْعَةِ تَبْقَى فِي الْإِنَاءِ وَعَلَى الْقَلِيلِ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ كُلِّ مُجْتَمِعٍ قَوْلُهُ وَاتَّبَعَنَا سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكٍ فِي رِوَايَةِ إِسْرَائِيلَ فَارْتَحَلْنَا وَالْقَوْمُ يَطْلُبُونَنَا فَلَمْ يُدْرِكْنَا غَيْرُ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ قَوْلُهُ فَارْتَطَمَتْ بِالطَّاءِ الْمُهْمَلَةِ أَيْ غَاصَتْ قَوَائِمُهَا قَوْلُهُ أُرَى بِضَمِّ الْهَمْزَةِ فِي جَلَدٍ مِنَ الْأَرْضِ شَكَّ زُهَيْرٌ أَيِ الرَّاوِي هَلْ قَالَ هَذِهِ اللَّفْظَةَ أَمْ لَا وَالْجَلَدُ بِفَتْحَتَيْنِ الْأَرْضُ الصُّلْبَةُ وَفِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ أَنَّ الشَّكَّ مِنْ زُهَيْرٍ فِي قَوْلِ سُرَاقَةَ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكُمَا قَدْ دَعَوْتُمَا عَلَيَّ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ خَدِيجِ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ أَخُو زُهَيْرٍ وَنَحْنُ فِي أَرْضٍ شَدِيدَةٍ كَأَنَّهَا مُجَصَّصَةٌ فَإِذَا بِوَقْعٍ مِنْ خَلْفِي فَالْتَفَتُّ فَإِذَا سُرَاقَةُ فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ أُتِينَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ كَلَّا ثُمَّ دَعَا بِدَعَوَاتٍ وَسَتَأْتِي قِصَّةُ سُرَاقَةَ فِي أَبْوَابِ الْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ مِنْ حَدِيثِ سُرَاقَةَ نَفْسِهِ بِأَتَمَّ مِنْ سِيَاقِ الْبَرَاءِ فَلِذَلِكَ أَخَّرْتُ شَرْحَهَا إِلَى مَكَانِهَا وَفِي الْحَدِيثِ مُعْجِزَةٌ ظَاهِرَةٌ وَفِيهِ فَوَائِدُ أُخْرَى يَأْتِي ذِكْرُهَا فِي مَنَاقِبِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ