ثَبَتَتِ الْبَسْمَلَةُ للْجَمِيع وَذكر أَبُو ذَر أَبْوَاب بِلَفْظِ الْجَمْعِ وَلِلْبَاقِينَ بَابٌ بِالْإِفْرَادِ قَوْلُهُ وَقَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ أَيْ وَتَفْسِيرُ الْمُرَادِ مِنْ قَوْلِهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ وَأَمَّا قَوْلُهُ وَلَا تحلقوا رءوسكم فَسَيَأْتِي فِي الْبَابِ الَّذِي يَلِيهِ وَفِي اقْتِصَارِهِ عَلَى تَفْسِيرِ عَطَاءٍ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّهُ اخْتَارَ الْقَوْلَ بِتَعْمِيمِ الْإِحْصَارِ وَهِيَ مَسْأَلَةُ اخْتِلَافٍ بَيْنَ الصَّحَابَةِ وَغَيْرِهِمْ فَقَالَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ الْإِحْصَارُ مِنْ كُلِّ حَابِسٍ حَبَسَ الْحَاجَّ مِنْ عَدُوٍّ وَمَرَضٍ وَغير ذَلِك حَتَّى أفتى بن مَسْعُود رجلا لدغ بِأَنَّهُ محصر أخرجه بن جَرِيرٍ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَنْهُ وَقَالَ النَّخَعِيُّ وَالْكُوفِيُّونَ الْحَصْرُ الْكَسْرُ وَالْمَرَضُ وَالْخَوْفُ وَاحْتَجُّوا بِحَدِيثِ حَجَّاجِ بْنِ عَمْرٍو الَّذِي سَنَذْكُرُهُ فِي آخِرِ الْبَابِ وَأَثَرِ عَطَاءٍ الْمُشَارِ إِلَيْهِ وَصَلَهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنِ بن جُرَيْجٍ عَنْهُ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْي قَالَ الْإِحْصَارُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يَحْبِسُهُ وَكَذَا رُوِّينَاهُ فِي تَفْسِيرِ الثَّوْرِيِّ رِوَايَةَ أَبِي حُذَيْفَةَ عَنْهُ وروى بن الْمُنْذِرِ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاس نَحوه وَلَفظه فَإِن أُحْصِرْتُمْ قَالَ مَنْ أَحْرَمَ بِحَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ ثُمَّ حُبِسَ عَنِ الْبَيْتِ بِمَرَضٍ يُجْهِدُهُ أَوْ عَدُوٍّ يَحْبِسُهُ فَعَلَيْهِ ذَبْحُ مَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَإِنْ كَانَتْ حَجَّةَ الْإِسْلَامِ فَعَلَيْهِ قَضَاؤُهَا وَإِنْ كَانَتْ حَجَّةً بَعْدَ الْفَرِيضَةِ فَلَا قَضَاءَ عَلَيْهِ وَقَالَ آخَرُونَ لَا حَصْرَ إِلَّا بِالْعَدُوِّ وَصَحَّ ذَلِك عَن بن عَبَّاسٍ أَخْرَجَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ وَأَخْرَجَهُ الشَّافِعِي عَن بن عُيَيْنَة كِلَاهُمَا عَن بن طَاوس عَن أَبِيه عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ لَا حَصْرَ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ عَدُوٌّ فَيَحِلُّ بِعُمْرَةٍ وَلَيْسَ عَلَيْهِ حَجٌّ وَلَا عُمْرَةٌ وَرَوَى مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ وَالشَّافِعِيُّ عَنْهُ عَن بن شِهَابٍ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ مَنْ حُبِسَ دُونَ الْبَيْتِ بِالْمَرَضِ فَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ حَتَّى يَطُوفَ بِالْبَيْتِ وَرَوَى مَالِكٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ قَالَ خَرَجْتُ إِلَى مَكَّةَ حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِالطَّرِيقِ كُسِرَتْ فَخِذِي فَأَرْسَلْتُ إِلَى مَكَّةَ وَبِهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَالنَّاسُ فَلَمْ يُرَخِّصْ لِي أَحَدٌ فِي أَنْ أُحِلَّ فَأَقَمْتُ عَلَى ذَلِكَ الْمَاءِ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ ثُمَّ حللت بِعُمْرَة وَأخرجه بن جَرِيرٍ مِنْ طُرُقٍ وَسَمَّى الرَّجُلَ يَزِيدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ وَبِهِ قَالَ مَالِكٌ وَالشَّافِعِيُّ وَأَحْمَدُ قَالَ الشَّافِعِيُّ جَعَلَ اللَّهُ عَلَى النَّاسِ إِتْمَامَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ وَجَعَلَ التَّحَلُّلَ لِلْمُحْصَرِ رُخْصَةً وَكَانَتِ الْآيَةُ فِي شَأْنِ مَنْعِ الْعَدُوِّ فَلَمْ نَعْدُ بِالرُّخْصَةِ مَوْضِعَهَا وَفِي الْمَسْأَلَةِ قَوْلٌ ثَالِث حَكَاهُ بن جَرِيرٍ وَغَيْرُهُ وَهُوَ أَنَّهُ لَا حَصْرَ بَعْدَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وروى مَالك فِي الْمُوَطَّأ عَن بن شِهَابٍ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ الْمُحْرِمُ لَا يُحِلُّ حَتَّى يَطُوفَ أَخْرَجَهُ فِي بَابِ مَا يفعل من احصر بِغَيْر عَدو وَأخرج بن جَرِيرٍ عَنْ عَائِشَةَ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ قَالَتْ لَا أَعْلَمُ الْمُحْرِمَ يُحِلُّ بِشَيْءٍ دُونَ الْبَيْتِ وَعَنِ بن عَبَّاسٍ بِإِسْنَادٍ ضَعِيفٍ قَالَ لَا إِحْصَارَ الْيَوْمَ وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ