الدُّخُولُ لَيْلًا وَقَدْ بَيَّنَ عِلَّةَ ذَلِكَ فِي حَدِيث جَابر حَيْثُ قَالَ لتمتشط الشَّعِثَةِ الْحَدِيثَ وَسَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَيْهِ مُسْتَوْفًى فِي كِتَابِ النِّكَاح
يُقَالُ طَرَقَ يَطْرُقُ بِضَمِّ الرَّاءِ وَأَمَّا
[1801] قَوْلُهُ فِي حَدِيثِ جَابِرٍ فِي الْبَابِ الَّذِي بَعْدَهُ أَن يطْرق أَهله لَيْلًا فللتأكيد لِأَجْلِ رَفْعِ الْمَجَازِ لِاسْتِعْمَالِ طَرَقَ فِي النَّهَارِ وَقد حكى بن فَارِسٍ طَرَقَ بِالنَّهَارِ وَهُوَ مَجَازٌ قَوْلُهُ إِذَا بَلَغَ الْمَدِينَةَ فِي رِوَايَةِ السَّرَخْسِيِّ إِذَا دَخَلَ وَالْمُرَادُ بِالْمَدِينَةِ الْبَلَدُ الَّذِي يَقْصِدُ دُخُولَهَا وَالْحِكْمَةُ فِي هَذَا النَّهْيِ مُبَيَّنَةٌ فِي حَدِيثِ جَابِرٍ الْمَذْكُورِ فِي الْبَابِ حَيْثُ أَوْرَدَهُ مُطَوَّلًا فِي أَبْوَاب عشرَة النِّسَاء من كِتَابِ النِّكَاحِ وَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَيْهِ مُسْتَوْفًى هُنَاكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى
قَالَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ قَوْلُهُ أَسْرَعَ نَاقَتَهُ لَيْسَ بِصَحِيحٍ وَالصَّوَابُ أَسْرَعَ بِنَاقَتِهِ يَعْنِي أَنَّهُ لَا يعتدى بِنَفْسِهِ وَإِنَّمَا يَتَعَدَّى بِالْبَاءِ وَفِيمَا قَالَهُ نَظَرٌ فَقَدْ حَكَى صَاحِبُ الْمُحْكَمِ أَنَّ أَسْرَعَ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ وَيَتَعَدَّى بِحَرْفِ الْجَرِّ وَقَالَ الْكِرْمَانِيُّ قَوْلُ الْبُخَارِيِّ أَسْرَعَ نَاقَتَهُ أَصْلُهُ أَسْرَعَ بِنَاقَتِهِ فَنُصِبَ بِنَزْعِ الْخَافِضِ
[1802] قَوْلُهُ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ أَيِ بن أَبِي كَثِيرٍ الْمَدَنِيُّ أَخُو إِسْمَاعِيلَ قَوْلُهُ فَأَبْصَرَ دَرَجَاتِ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَالرَّاءِ بَعْدَهَا جِيمٌ جَمْعُ دَرَجَةٍ كَذَا لِلْأَكْثَرِ وَالْمُرَادُ طُرُقُهَا الْمُرْتَفِعَةُ وَلِلْمُسْتَمْلِي دَوْحَاتِ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الْوَاوِ بَعْدَهَا مُهْمَلَةٌ جَمْعُ دَوْحَةٍ وَهِيَ الشَّجَرَةُ الْعَظِيمَةُ وَفِي رِوَايَةِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ حُمَيْدٍ جُدُرَاتِ بِضَمِّ الْجِيمِ وَالدَّالِ كَمَا وَقَعَ فِي هَذَا الْبَابِ وَهُوَ جَمْعُ جُدُرٍ بِضَمَّتَيْنِ جَمْعُ جِدَارٍ وَقَدْ رَوَاهُ الْإِسْمَاعِيلِيُّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ بِلَفْظِ جُدْرَانَ بِسُكُون الدَّال وَآخره نون جمع جِدَار وَله مِنْ رِوَايَةِ أَبِي ضَمْرَةَ عَنْ حُمَيْدٍ بِلَفْظِ جدر قَالَ صَاحِبُ الْمَطَالِعِ جُدُرَاتٌ أَرْجَحُ مِنْ دَوْحَاتٍ وَمِنْ دَرَجَاتٍ قُلْتُ وَهِيَ رِوَايَةُ التِّرْمِذِيِّ مِنْ طَرِيقِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ أَيْضًا قَوْلُهُ أَوْضَعَ أَيْ أَسْرَعَ السَّيْرَ قَوْلُهُ زَادَ الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ عَنْ حُمَيْدٍ يَعْنِي عَنْ أَنَسٍ مِنْ حُبِّهَا وَهُوَ يَتَعَلَّقُ بِقَوْلِهِ حَرَّكَهَا أَيْ حَرَّكَ دَابَّتَهُ بِسَبَبِ حُبِّهِ الْمَدِينَةَ ثُمَّ قَالَ الْمُصَنِّفُ حَدثنَا قُتَيْبَة حَدثنَا إِسْمَاعِيل وَهُوَ بن جَعْفَرٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ جُدُرَاتٌ تَابعه