(قَوْلُهُ بَابُ رُكُوبِ الْبُدْنِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ)
فَإِذَا وَجَبت جنوبها إِلَى قَوْله تَعَالَى وَبشر الْمُحْسِنِينَ هَكَذَا فِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ وَأَبِي الْوَقْتِ وَسَاقَ فِي رِوَايَةِ كَرِيمَةَ الْآيَتَيْنِ وَاسْتَدَلَّ الْمُصَنِّفُ لِجَوَازِ رُكُوبِ الْبُدْنِ بِعُمُومِ قَوْلِهِ تَعَالَى لَكُمْ فِيهَا خير وَأَشَارَ إِلَى قَوْلِ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ لَكُمْ فِيهَا خير مَنْ شَاءَ رَكِبَ وَمَنْ شَاءَ حَلَبَ أَخْرَجَهُ بن أَبِي حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ عَنْهُ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ وَالْبُدْنُ بِسُكُونِ الدَّالِ فِي قِرَاءَةِ الْجُمْهُورِ وَقَرَأَ الْأَعْرَجُ وَهِيَ رِوَايَةٌ عَنْ عَاصِمٍ بِضَمِّهَا وَأَصْلُهَا مِنَ الْإِبِلِ وَأُلْحِقَتْ بِهَا الْبَقَرُ شَرْعًا قَوْلُهُ قَالَ مُجَاهِدٌ سُمِّيَتِ الْبُدْنَ لِبَدَنِهَا هُوَ بِفَتْحِ الْمُوَحَّدَةِ وَالْمُهْمَلَةِ لِلْأَكْثَرِ وَبِضَمِّهَا وَسُكُونِ الدَّالِ لِبَعْضِهِمْ وَفِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ لِبَدَانَتِهَا أَيْ سِمَنِهَا وَكَذَا أَخْرَجَهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ مِنْ طَرِيقِ بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ إِنَّمَا سُمِّيَتِ الْبُدْنَ مِنْ قِبَلِ السَّمَانَةِ قَوْلُهُ وَالْقَانِعُ السَّائِلُ وَالْمُعْتَرُّ الَّذِي يَعْتَرُّ بِالْبُدْنِ مِنْ غَنِيٍّ أَوْ فَقِيرٍ أَيْ يُطِيفُ بِهَا مُتَعَرِّضًا لَهَا وَهَذَا التَّعْلِيقُ أَخْرَجَهُ أَيْضًا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ مِنْ طَرِيقِ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ قُلْتُ لِمُجَاهِدٍ مَا الْقَانِعُ قَالَ جَارُكَ الَّذِي يَنْتَظِرُ مَا دَخَلَ بَيْتَكَ وَالْمُعْتَرُّ الَّذِي يَعْتَرُّ بِبَابِكَ وَيُرِيكَ نَفْسَهُ وَلَا يَسْأَلك شَيْئا وَأخرج بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَن بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ الْقَانِعُ هُوَ الطَّامِعُ وَقَالَ مَرَّةُ هُوَ السَّائِلُ وَمِنْ طَرِيقِ الثَّوْرِيِّ عَنْ فُرَاتٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ الْمُعْتَرُّ الَّذِي يَعْتَرِيكَ يَزُورُكَ وَلَا يَسْأَلُكَ وَمِنْ طَرِيق بن جُرَيْجٍ عَنْ مُجَاهِدٍ الْمُعْتَرُّ الَّذِي يَعْتَرُّ بِالْبُدْنِ مِنْ غَنِيٍّ أَوْ فَقِيرٍ وَقَالَ الْخَلِيلُ فِي الْعَيْنِ الْقَنُوعُ الْمُتَذَلِّلُ لِلْمَسْأَلَةِ قَنَعَ إِلَيْهِ مَالَ وَخَضَعَ وَهُوَ السَّائِلُ وَالْمُعْتَرُّ الَّذِي يَعْتَرِضُ وَلَا يَسْأَلُ وَيُقَالُ قَنِعَ بِكَسْرِ النُّونِ إِذَا رَضِيَ وَقَنَعَ بِفَتْحِهَا إِذَا سَأَلَ وَقَرَأَ الْحَسَنُ الْمُعْتَرِي وَهُوَ بِمَعْنَى الْمُعْتَرِّ قَوْلُهُ وَشَعَائِرُ اللَّهِ اسْتِعْظَامُ الْبُدْنِ وَاسْتِحْسَانُهَا أَخْرَجَهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ أَيْضًا من طَرِيق وَرْقَاء عَن بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ وَمَنْ يعظم شَعَائِر الله قَالَ استعظام الْبدن استحسانها واستسمانها وَرَوَاهُ بن أبي شيبَة من وَجه آخر عَن بن أبي نجيح عَن مُجَاهِد عَن بن عَبَّاس نَحوه لَكِن فِيهِ بن أبي ليلى وَهُوَ سيء الْحِفْظِ قَوْلُهُ وَالْعَتِيقُ عِتْقُهُ مِنَ الْجَبَابِرَةِ أَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ سُفْيَانَ عَن بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ إِنَّمَا سُمِّيَ الْعَتِيقَ لِأَنَّهُ أُعْتِقَ مِنَ الْجَبَابِرَةِ وَقَدْ جَاءَ هَذَا مَرْفُوعًا أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ مِنْ حَدِيثِ