(قَوْلُهُ بَابُ مَا جَاءَ فِي زَمْزَمَ)

كَأَنَّهُ لَمْ يَثْبُتْ عِنْدَهُ فِي فَضْلِهَا حَدِيثٌ عَلَى شَرْطِهِ صَرِيحًا وَقَدْ وَقَعَ فِي مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ أَنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ زَادَ الطَّيَالِسِيُّ مِنَ الْوَجْهِ الَّذِي أَخْرَجَهُ مِنْهُ مُسْلِمٌ وشفاء سقم وَفِي الْمُسْتَدْرك من حَدِيث بن عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ رِجَالُهُ مُوَثَّقُونَ إِلَّا أَنَّهُ اخْتُلِفَ فِي إِرْسَالِهِ وَوَصْلِهِ وَإِرْسَالُهُ أَصَحُّ وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ جَابر وَهُوَ أشهر مِنْهُ أخرجه الشَّافِعِي وبن مَاجَهْ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلَّا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُؤَمَّلِ الْمَكِّيَّ فَذَكَرَ الْعُقَيْلِيُّ أَنَّهُ تَفَرَّدَ بِهِ لَكِنْ وَرَدَ مِنْ رِوَايَةِ غَيْرِهِ عِنْدَ الْبَيْهَقِيِّ مِنْ طَرِيقِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ وَمِنْ طَرِيقِ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ كِلَاهُمَا عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ بْنِ سعيد عَن جَابر وَوَقع فِي فَوَائِد بن الْمُقْرِئ من طَرِيق سُوَيْد بن سعيد عَن بن الْمُبَارك عَن بن أبي الموَالِي عَن بن الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ وَزَعَمَ الدِّمْيَاطِيُّ أَنَّهُ عَلَى رَسْمِ الصَّحِيحِ وَهُوَ كَمَا قَالَ مِنْ حَيْثُ الرِّجَالِ إِلَّا أَنَّ سُوَيْدًا وَإِنْ أَخْرَجَ لَهُ مُسْلِمٌ فَإِنَّهُ خَلَطَ وَطَعَنُوا فِيهِ وَقَدْ شَذَّ بِإِسْنَادِهِ وَالْمَحْفُوظ عَن بن الْمُبَارك عَن بن الْمُؤَمَّلِ وَقَدْ جَمَعْتُ فِي ذَلِكَ جُزْءًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَسُمِّيَتْ زَمْزَمَ لِكَثْرَتِهَا يُقَالُ مَاءٌ زَمْزَمٌ أَي كثير وَقيل لاجتماعها نقل عَن بن هِشَامٍ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ الزَّمْزَمَةُ مِنَ النَّاسِ خَمْسُونَ وَنَحْوُهُمْ وَعَنْ مُجَاهِدٍ إِنَّمَا سُمِّيَتْ زَمْزَمَ لِأَنَّهَا مُشْتَقَّةٌ مِنَ الْهَزْمَةِ وَالْهَزْمَةُ الْغَمْزُ بِالْعَقِبِ فِي الْأَرْضِ أَخْرَجَهُ الْفَاكِهِيُّ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَنْهُ وَقِيلَ لِحَرَكَتِهَا قَالَهُ الْحَرْبِيُّ وَقِيلَ لِأَنَّهَا زُمَّتْ بِالْمِيزَانِ لِئَلَّا تَأْخُذَ يَمِينًا وَشِمَالًا وَسَتَأْتِي قِصَّتُهَا فِي شَأْنِ إِسْمَاعِيلَ وَهَاجَرَ فِي أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ وَقِصَّةِ حَفْرِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَهَا فِي أَيَّامِ الْجَاهِلِيَّةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى

[1636] قَوْلُهُ وَقَالَ عَبْدَانُ سَيَأْتِي فِي أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ أَتَمُّ مِنْهُ بِلَفْظِ وَقَالَ لِي عَبْدَانُ وَأَوْرَدَهُ هُنَا مُخْتَصَرًا وَقَدْ وَصَلَهُ الْجَوْزَقِيُّ بِتَمَامِهِ عَنِ الدَّغُولِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اللَّيْثِ عَنْ عَبْدَانَ بِطُولِهِ وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَيْهِ فِي أَوَائِلِ الصَّلَاةِ وَالْمَقْصُودُ مِنْهُ هُنَا قَوْلُهُ ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ

[1637] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ فِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ هُوَ بْنُ سَلَامٍ وَالْفَزَارِيُّ هُوَ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَغَلِطَ مَنْ قَالَ هُوَ أَبُو إِسْحَاقَ وَعَاصِمٌ هُوَ بن سُلَيْمَان الْأَحول قَالَ بن بَطَّالٍ وَغَيْرُهُ أَرَادَ الْبُخَارِيُّ أَنَّ الشُّرْبَ مِنْ مَاء زَمْزَمَ مِنْ سُنَنِ الْحَجِّ وَفِي الْمُصَنَّفِ عَنْ طَاوُسٍ قَالَ شُرْبُ نَبِيذِ السِّقَايَةِ مِنْ تَمَامِ الْحَجِّ وَعَنْ عَطَاءٍ لَقَدْ أَدْرَكْتُهُ وَإِنَّ الرَّجُلَ ليشربه فتلزق شفتاه من حلاوته وَعَن بن جريج عَن نَافِع أَن بن عُمَرَ لَمْ يَكُنْ يَشْرَبُ مِنَ النَّبِيذِ فِي الْحَجِّ فَكَأَنَّهُ لَمْ يَثْبُتْ عِنْدَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَرِبَ مِنْهُ لِأَنَّهُ كَانَ كَثِيرَ الِاتِّبَاعِ لِلْآثَارِ أَوْ خَشِيَ أَنْ يَظُنَّ النَّاسُ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ تَمَامِ الْحَجِّ كَمَا نُقِلَ عَنْ طَاوُسٍ قَوْلُهُ فَحَلَفَ عِكْرِمَةُ مَا كَانَ يَوْمَئِذٍ إِلَّا عَلَى بَعِيرٍ عِنْدَ بن مَاجَهْ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ قَالَ عَاصِمٌ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعِكْرِمَةَ فَحَلَفَ بِاللَّهِ مَا فَعَلَ أَيْ مَا شَرِبَ قَائِمًا لِأَنَّهُ كَانَ حِينَئِذٍ رَاكِبًا انْتَهَى وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ عِنْدَ أَبِي دَاوُدَ من رِوَايَة عِكْرِمَة عَن بن عَبَّاسٍ أَنَّهُ أَنَاخَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ فَلَعَلَّ شُرْبَهُ مِنْ زَمْزَمَ كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ وَلَعَلَّ عِكْرِمَةَ إِنَّمَا أَنْكَرَ شُرْبَهُ قَائِمًا لِنَهْيِهِ عَنْهُ لَكِنْ ثَبَتَ عَنْ عَلِيٍّ عِنْدَ الْبُخَارِيِّ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَرِبَ قَائِمًا فَيُحْمَلُ عَلَى بَيَان الْجَوَاز

طور بواسطة نورين ميديا © 2015