فِي كِتَابِ الْفِتَنِ فَإِنَّهُ أَخْرَجَ هَذَا الْحَدِيثَ هُنَاكَ مُطَوَّلًا وَذَكَرَ مِنْهُ قِطَعًا هُنَا وَفِي الزَّكَاةِ وَفِي الرِّقَاقِ وَاخْتُلِفَ فِي
[1036] قَوْلِهِ يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ فَقِيلَ عَلَى ظَاهِرِهِ فَلَا يَظْهَرُ التَّفَاوُتُ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ بِالْقِصَرِ وَالطُّولِ وَقِيلَ الْمُرَادُ قُرْبُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ تَذْهَبُ الْبَرَكَةُ فَيَذْهَبُ الْيَوْمُ وَاللَّيْلَةُ بِسُرْعَةٍ وَقِيلَ الْمُرَادُ يَتَقَارَبُ أَهْلُ ذَلِكَ الزَّمَانِ فِي الشَّرِّ وَعَدَمِ الْخَيْرِ وَقِيلَ تتقارب صُدُور الدول وتطول مُدَّةُ أَحَدٍ لِكَثْرَةِ الْفِتَنِ وَقَالَ النَّوَوِيُّ فِي شَرْحِ قَوْلِهِ حَتَّى يَقْتَرِبَ الزَّمَانُ مَعْنَاهُ حَتَّى تَقْرُبَ الْقِيَامَةُ وَوَهَّاهُ الْكِرْمَانِيُّ وَقَالَ هُوَ مِنْ تَحْصِيلِ الْحَاصِلِ وَلَيْسَ كَمَا قَالَ بَلْ مَعْنَاهُ قُرْبُ الزَّمَانِ الْعَامِّ مِنَ الزَّمَانِ الْخَاصِّ وَهُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ وَعِنْدَ قُرْبِهِ يَقَعُ مَا ذُكِرَ من الْأُمُور الْمُنكرَة الحَدِيث الثَّانِي حَدِيث بن عُمَرَ اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا الْحَدِيثَ وَفِيهِ قَالُوا وَفِي نَجْدِنَا قَالَ هُنَاكَ الزَّلَازِلُ وَالْفِتَنُ هَكَذَا وَقَعَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَاتِ الَّتِي اتَّصَلت لنا بِصُورَة الْمَوْقُوف عَن بن عُمَرَ قَالَ اللَّهُمَّ بَارِكْ لَمْ يَذْكُرِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ الْقَابِسِيُّ سَقَطَ ذِكْرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ النُّسْخَةِ وَلَا بُدَّ مِنْهُ لِأَنَّ مِثْلَهُ لَا يُقَالُ بِالرَّأْيِ انْتَهَى وَهُوَ مِنْ رِوَايَةِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ مِنْ آلِ مَالِكِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ عَنْ نَافِع وَرَوَاهُ أَزْهَر السمان عَن بن عَوْنٍ مُصَرِّحًا فِيهِ بِذِكْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا سَيَأْتِي فِي كِتَابِ الْفِتَنِ وَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَيْهِ أَيْضًا هُنَاكَ وَنَذْكُرُ فِيهِ مَنْ وَافَقَ أَزْهَرَ عَلَى التَّصْرِيحِ بِرَفْعِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَقَوْلُهُ
[1037] فِيهِ قَالُوا وَفِي نَجْدِنَا قَائِلُ ذَلِكَ بَعْضُ مَنْ حَضَرَ مِنَ الصَّحَابَةِ كَمَا فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ عِنْدَ الدُّعَاءِ للمحلقين قَالُوا والمقصرين
قَالَ بن عَبَّاسٍ شُكْرَكُمْ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مُرَادُهُ أَنَّ بن عَبَّاسٍ قَرَأَهَا كَذَلِكَ وَيَشْهَدُ لَهُ مَا رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ عَنْ هُشَيْمٍ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ بن عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ وَتَجْعَلُونَ شُكْرَكُمُ أنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ وَمِنْ هَذَا الْوَجْهِ أخرجه بن مَرْدَوَيْهِ فِي التَّفْسِيرِ الْمُسْنَدِ وَرَوَى مُسْلِمٌ مِنْ طَرِيق أبي زميل عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ مُطِرَ النَّاسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ فِي الْبَابِ وَفِي آخِرِهِ فَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُوم إِلَى قَوْله