المجيب صالح بن عبد الرحمن القاضي- رحمه الله-
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/ قضايا إيمانية/الإخلاص والرياء
التاريخ 17/06/1426هـ
السؤال
عندما يتأخر الإمام في مسجدنا يقوم الناس بتقديمي للصلاة، فيوسوس لي الشيطان أن صوتي جميل، بجانب أن الناس يقومون بمدح صوتي، علماً أني أسعد في خاطري، وفي الوقت نفسه أخاف الرياء، فأكره أن يقدمني الناس للإمامة، فهل هذا من الرياء؟ وإن كان -والعياذ بالله- فكيف أعالجه؟ جزاكم الله كل خير.
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فإن كنت تحسن صوتك من أجل الناس ليمدحوك فقط فهذا رياء، وإن كنت تحسنه لكي يتأثر الناس بسماع الآيات فيتعظوا ويحبوا التلاوة ويأنسوا بها فأنت مأجور وليس هذا رياء، لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استمع لقراءة أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- فلما علم به أبو موسى فيما بعد قال: لو كنت أعلم أنك تستمع لتلاوتي لحبرته لك تحبيرًا أخرجه البخاري (5048) ، ومسلم (793) ، وابن حبان (7197) . أي حسنته وجملته، فلم ينكر عليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- هذا القول.
والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول "زينوا القرآن بأصواتكم" أخرجه أبو داود (1468) ، والنسائي (1015) . وقال: "ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي يتغنى بالقرآن". أخرجه البخاري (5023) ، ومسلم (792) . أي ما استمع الله كاستماعه لمن يجهر بالقرآن ويحسن صوته به، وقال الله تعالى: "ورتل القرآن ترتيلا" [المزمل: 4] ، وقال صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن" أخرجه البخاري (7527) أي يحسن صوته به.
وأعتقد أن ما تحسه وسوسة من الشيطان لك؛ حتى تترك تحسين التلاوة الحسنة، ويجعلك تتهم نفسك بالرياء، فانظر قلبك هل مدح الناس يزيدك حباً للمدح، أم حباً لتحسين الصوت؟ فإن كان للمدح فهو رياء، وإن كان لتحسين الصوت والتغني بالقرآن فليس برياء، بل لك أجر، لأنك تعين الناس على سماع القرآن.
أسأل الله أن يرزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل، ويوفقنا وإياك للقبول.