وخذي ما قرأتِ أو سمعتِ من فتاوى العلماء وكلامهم حول وجوب لبس الحجاب، وبينيه لهما أو أسمعيهما إياه، وليكن لزوجك نصيب من هذا العمل؛ حتى يعلم والداك أن الأمر مجمع عليه من قبلكما، وأنه لا مجال للرجوع فيه، أو التفاوض في التنازل عنه، وما ذكرتيه من أنك قد تتعرضين لكشف الوجه في بعض الأحوال اضطراراً فهذا لا شيء فيه، ولكن مع وجود محرم لك مثل زوجك أو ابنك أو أخيك أو والدك أو امرأة أخرى مثلك؛ حتى لا يتعدى الأمر إلى غير الوجه، فقد تتعرضين لشيء آخر مهين.
وعليكِ سؤال الله - عز وجل- أن يرضى والداك عنك وأن يرزقكِ برهما، وأيقني باستجابة الله لك وانتظري، ولتكن علاقتك بوالديك بعد هذه النقلة في حياتك أكثر من ذي قبل، ومعارضتهما لك، لا تحملك على سلوك تصرف مشين معهما، احسني صحبتهما بالمعروف قولاً وعملاً، أليني لهما القول، واحرصي على إهدائهما الهدية؛ كل ذلك كفيل أن تكوني مقبولة عندهما بل ومحبوبة لديهما، بل آمرة ناهية عليهما، أسأل الله تبارك وتعالى أن يثبتك على دينه، وأن يمنحك الفقه فيه، وأن يهيئ لك من أمرك رشداً.
والله ولي التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين.