المجيب د. رياض بن محمد المسيميري
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/عقبات في طريق الهداية
التاريخ 05/07/1425هـ
السؤال
كيف أتوب إلى الله توبة نصوحاً تجعلني أحبُّ لله واكره لله؟ وأنا أعيش في مجتمع منحلّ، والدنيا ورئي وأمامي؟ أريد أن أعود إلى الله. أرشدوني بالله عليكم.
الجواب
الحمد لله - تعالى-، وبعد:
فأهنئ الأخ السائل من أعماق قلبي على رغبته الجادة في التوبة والاستقامة، وأبشره بما أعدَّه الله -سبحانه - للتائبين الصادقين، قال الله - تعالى-: "إنَّ الله يحب التوابين ويحب المتطهرين" [البقرة: 122] ، ويقول: "فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإنَّ الله يتوب عليه إنَّ الله غفور رحيم" [المائدة: 39] ، ويقول: "والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلاَّ بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق آثاماً يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً" [الفرقان: 68-70] .
وأحيطك علماً -أيها الأخ الكريم- أنه يشترط لقبول التوبة وصحتها خمسة شروط، وهي:
(1) الإخلاص في التوبة رغبة فيما عند الله من الجزاء الأوفى، وخشية ما عنده من العذاب الأنكى، وحباً لإرضائه -عز وجل-.
(2) المبادرة إلى التوبة في زمن الإمهال أي: قبل الموت قال الله - تعالى-: " وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ... " [السماء: 18]
(3) الإقلاع عن الذنب ومجانبته.
(4) الندم على وقوع الذنب ندماً شديداً.
(5) العزم على عدم العودة إلى الذنب مرة أخرى.
وإن كان الذنب يتعلق بحقوق الآخرين وجب إعادة الحق لأصحابه - إن أمكن -.
وأنصحك -أيها المبارك- أن تجتهد في غض البصر، والبعد عن أماكن الفتن، وأن تحرص على قراءة القرآن، وتفسير ابن كثير، وكتب العقيدة السلفية، والمحافظة على الصلوات المفروضة، والبعد عن قرناء السوء، وأن تكون على صلة دائمة بموقعنا على الإنترنت (الإسلام اليوم) لتطالع ما يفيدك وتسأل عمّا يشكل عليك في سائر أمورك.
وفقك الله لما يحب ويرضى، وأخذ بنواصينا وناصيتك إلى البر والتقوى، ونستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.