إعراض الخطّاب عني، هل هو عقوبة على خطيئتي؟

المجيب د. عبد الله بن عبد العزيز الزايدي

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/عقبات في طريق الهداية

التاريخ 30/1/1425هـ

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي -يا شيخ- بأنني وقعت في ذنب من الكبائر، إنني مطلقة، وتعرفت على شاب، حاول أن يجرني للمعصية، وفعلتها كذا مرة، وأنا الآن نادمة ندماً عظيماً على ما فعلته في السابق، وأسأل الله أن يغفر لي، ويتقبل توبتي، -ولله الحمد- أكثر حالياً من الأعمال الخيرة حتى أُكفِّر عن سيئاتي؛ لأنني واثقة من مغفرة ربي -سبحانه- وقابل التوبة -بإذن الله- ولكن شعوري الآن هو أنني مهما أفعل أحس أن ربي غاضب علي، مهما أفعل من عمل فيه خير، وأرى مرات بأن كذا شخص يتقدم لخطبتي يذهب ولا يرجع، أي: يرفض هذه الخطبة، مع أنه يعجب بشكلي لكن أرى الخطبة تنتهي، ولا تكتمل، إنني خائفة جداً يا شيخ، هل الشخص الذي شجعني للخطأ شوَّه سمعتي؟ وأنا أطلب من الله دائماً، وأدعوه بأن يستر علي بعد التوبة، أم هذا غضب من رب العالمين على ما فعلته في السابق حتى لو تبت واستغفرت؟ الرجاء الاستعجال؛ لأنني تعبانة جداً نفسياً، ومتحطمة؛ لشعوري بالذنب وعدم التوفيق في الزواج.

الجواب

الأخت التائبة:- وفقها الله وثبتها على الحق-.

أختي الفاضلة: إحساسك وشعورك بأن الله غاضب مهما فعلت من خير شعور مخالف لما دل عليه القرآن الكريم، والسنة المطهرة، فإن الأدلة الشرعية فيها واضحة الدلالة على محبة الله للتائب من الذنب رجلاً كان أو امرأة "إن الله يحب التوابين ويحب المطهرين" [البقرة:222] وعلى فرح الله بتوبة التائبة من الذنب.

وتدل على أن الله يبدل سيئات التائبة حسنات قال - تعالى-: "والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرَّم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً" [الفرقان:68 -69] ،ويدل على أن الله يقبل توبة التائب ما لم يكن في حال غرغرة الموت.

ولكن هذا الشعور الذي ذكرت في سؤالك فإنه من الشيطان يحاول إفساد توبتك، ويحاول إعانتك إلى طريق المعصية، فلا تتبعي خطواته، واحذري طاعته، ولا تقنطي من رحمة الله؛ فإنه لا يقنط من رحمة ربه إلا القوم الضالون، كما أخبر - سبحانه - في كتابه.

أختي الكريمة: وبما أنك راغبة في الزواج، ولم يتيسر مرة أخرى بالسرعة التي تأملينها، فأدى ذلك بك على أن تفسري هذا بأنه غضب من الله، وهذا لا ينبغي، لماذا لا تنظرين إلى تأخر الزواج على أنه تكفير للخطيئة، ورفع للدرجات، وزيادة في الثواب، فتفرحين بذلك وتصبرين؟.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015