المجيب خالد بن حسين بن عبد الرحمن
باحث شرعي.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/عقبات في طريق الهداية
التاريخ 13/3/1425هـ
السؤال
لقد فعلت موقف مخزي، وأخشى من الفضيحة، ودائماً أخاف من أناس أن يفضحوني، وكيف أستطيع أن أستر على نفسي في الدنيا والآخرة، أريد أن ألتزم وأخاف منهم، وأريد أن أطلق لحيتي وأخاف منهم.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله غافر الذنب، وقابل التوب، شديد العقاب، ذي الطول، لا إله إلا هو إليه المصير، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
إلى الأخ الكريم: - سلمه الله تعالى- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اعلم - أخي الحبيب - أن رحمة الله واسعة، وليس هناك من البشر أحد معصوم إلا من عصمه الله- تعالى- من الأنبياء والرسل صلوات ربي وتسليماته عليهم جميعاً، ولو قلبت الطرف لا تجد أحد يسلم من الخطأ.
من الذي ما ساء قط.... ومن له الحسنى فقط.
فكلنا - يا أخي الكريم- ذو خطأ، ولكن "خير الخطائين التوابون"، كما صح بذلك الحديث عن المعصوم صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي (2499) وابن ماجة (4251) عن أنس - رضي الله عنه -، ذكر الإمام الذهبي في كتابه القيم (سير أعلام النبلاء) في ترجمة الإمام العالم المجاهد العابد صلة بن أشيم -رحمه الله تعالى-، أنه قال لرجل جاء ليسأله، فقال له صلة ادن مني يا رجل، فدنا الرجل، ثم قال: ادن مني يا رجل، فدنا الرجل حتى اقترب جداً من صلة، فقال له الإمام صلة: والله لو أن للذنوب رائحةما استطعت أن تدنو مني، الله أكبر، هذا كلام، الإمام العالم العابد المجاهد، فما بالك بمن هو دونه في الفضل والعلم، والزهد والعبادة، ولذلك يقول الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى-: (لولا جميل ستر الله علينا، ما استطعنا أن يجالس بعضنا بعضاً من كثرة الذنوب) .
فيا أخي الحبيب: دع هذا الماضي البغيض وطلقه ثلاثاً، طلاقاً بائناً لا رجعة فيه، ولا تذكره ولا تفكر فيه، واعلم بأن الله اللطيف الخبير إذا صدقت معه في التوبة والإنابة، وأقبلت عليه سبحانه بكل جارحة من جوارحك يجعل لك هذا الماضي بكل سيئاته وتبعاته حسنات تسر بها يوم أن تلقاه، وإن شئت فاقرأ معي قوله تعالى: "والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً" [الفرقان: 68-70] .
أرأيت يا عبد الله مدى سعة رحمة الله بعباده التائبين النادمين "يبدل الله سيئاتهم حسنات". فيا أخي: دع عنك هذا الخوف ولا تلتفت وراءك وامض قدماً، وأقبل على الله وبكل ثقة بالله وبموعوده، ولا تخش أحداً، ولا تخف من أحد، وإذا علم الله فيك من صدق النية وإخلاص التوبة، يمنع عنك كل سوء وشر، ولا أحد يستطيع أن ينال منك شيء؛ لأن الله معك، فمن كان الله معه فمن يخاف إذاً؟ والذي أراه أن تفعل الآتي:
1- التوبة إلى الله والندم على ما فرطت في جنب الله.
2- إخلاص النية لله في القصد والإرادة.