رابعاً: إنها فرصتك أخي الكريم لتنال سعادة الدارين بإذن الله.. خاصة ونحن في هذا الشهر الفضيل الذي تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتصفد فيه الشياطين، وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، فابدأ منذ الآن بتصحيح المسيرة، والتوبة والاستغفار عما سلف وابدأ بوالدتك فتحلل منها وقبل جبينها واطلبها الصفح عما بدر والدعاء لك بالهداية ثم اصلح ما بينك وبين أهلك.. وتذكر قوله تعالى) ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم * وإما يَنْزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم.. (.
خامساً: احسن الظن بالله.. وبادر بالتوبة النصوح واحمد الله الذي ردك إلى الحق رداً جميلاً.. وتذكر قوله تعالى) قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم * وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا ... (وقوله تعالى) إن الحسنات يذهبن السيئات (واسأل الله الهداية والتوفيق والسداد والثبات حتى الممات.
سادساً: لا تنسى أخي الكريم الأهمية الكبيرة للجلساء وتأثيرهم الكبير والخطير على الإنسان، سواء في الخير أو في غيره.
فبادر أخي باختيار الرفقة الصالحة التي تدلك على الخير وتعينك عليه، وتأكد أن المرء من قرينه، وأننا نحشر يوم القيامة مع من نحب [من أحب قوماً حشر معهم] .. والحمد لله الذي هداك وردك إلى الحق قبل أن تقول نفس يا حسرتاً على ما فرطت في جنب الله.
وتأكد أنك بفضل الله وتوفيقه مقبل.. وما حزنك الذي تجد وهمك الذي تكابد إلا دليل أكيد على عدم رضاك ورفضك لهذا الواقع الذي تعيشه - كما أسلفت - فاحمد الله وبادر.. ما دام في العمر بقية..) ولا تدري نفس ماذا تكسب غداً ولا تدري نفس بأي أرض تموت (.
وفقك الله وحماك وسدد على طريق الخير والحق خطاك.