المجيب د. محمد بن عبد الرحمن السعوي
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/مشكلات دعوية
التاريخ 4-9-1423
السؤال
السلام عليكم
أولاً: أهنئكم بحلول هذا الشهر الكريم، ولكنه في نظري أصبح هماً أحمله مع ما فيه من الخير العميم والغفران والرحمات من الله سبحانه تعالى.
ولكن الناس لا يشكرون. إنني أشكو في هذا الشهر من التغيير الكبير الذي يطرأ على الناس عموماً وأفراد أسرتي جزء منهم فالزوج والإخوان والأولاد هم في أربع خصال اثنتان في النهار والأخريان في الليل أما اللتان في النهار فالكسل والغضب المستمر وأما اللتان في الليل فالسهر بغير ما ينفع ومشاهدة ما يغضب الله تعالى من القنوات الفضائية والأفلام، فهل من سبيل إلى تغيير هذه الحال؟؟
الجواب
الأخت الكريمة..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
شكراً لثقتك واتصالك بنا في موقع "الإسلام اليوم"
ونحن بدورنا نبادلك التهنئة بهذا الشهر الكريم سائلين المولى أن يعمنا بعفوه وكرمه وعتقه من النار وجميع المسلمين.
وأما ما ذكرتيه من أن هذا الشهر الكريم أصبح هماً لدى العقلاء من الناس لما يرونه من الجرئة الدائمة في التصرفات مع المولى سبحانه والتغير المبرمج في السلوكيات والتصرفات الفردية والجماعية فأنا مثلك أوافقك تماماً في هذا الهم ولكن في إطاره الصحيح والذي من المفترض أن لا نتجاوزه فننتقل بعد ذلك إلى القنوط واليأس من فضل الله ورحمته.
المشكلة في ظني وفي رأيي تكمن في البرمجة العقلية للسلوكيات الفردية والجماعية في التصرفات اليومية التي تنقلب رأساً على عقب بمجرد رؤية هلال هذا الشهر الكريم.
هذا التبرمج وهذا الانقلاب في السلوكيات حظي بالاعتراف والقبول المجتمعي على ما فيه من السوء والخطأ ولكنه للأسف أصبح وكأنه أمر عادي ولا غضاضة فيه. وهذه النظرة ما كان لها أن تتأتى لولا تواطئ المجتمع بجميع فئاته على الاعتراف به وتلقيه لها بالقبول والتسليم.
والذي يلفت النظر أن هذا الانقلاب يحدث لجميع فئات المجمع رجالاً ونساءاً آباءاً وأمهاتٍ صغاراً وكباراً لكل فئة طابعها الخاص في هذا التحول المفاجئ وهذا الانقلاب السلوكي الكبير والمصيبة أن المهتم الوحيد والمجمع على اتهامه بالوقوف خلف هذا التغير إنما هو ذلك الشهر الكريم.