المجيب فيصل بن عبد الله الحميقاني
مدرس بمدارس رياض الصالحين.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/مشكلات دعوية
التاريخ 18/06/1425هـ
السؤال
فضيلة الشيخ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا معلم من مكة، وأعمل في منطقة أخرى، ولدي نشاطات دعوية وتربوية، وزوجتي كذلك، وأرغب في النقل إلى مكة لأكمل دراستي العليا، وأقترب من والدي -حفظهما الله- ولكي أخالط العلماء؛ لأنني أظن أن تفرغي لطلب العلم فيه نفع عام للمسلمين، ولكنني أخشى أن أترك ثغرة هناك لا أجد من يسدها عني أو عن زوجتي، فبماذا تشيرون عليّ؟ حفظكم الله.
الجواب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين.. وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
إن شعور المسلم بعظم مسؤولية الدعوة إلى الله شعور جليل، وفيه دليل على حياة قلب هذا المؤمن.
وسؤالك -أخي المبارك- يكثر في أوساط الشباب الحريصين على الخير، ولي معه وقفات:
1- إن تحمل أعباء الدعوة ـ على صعيدي الرجال والنساء - لا يتعارض مع طلب العلم
الشرعي، فالعلم يدعو للدعوة، والدعوة لا بد لها من علم، فلا تعارض أبدا، ً بل هما جانبان يكمل أحدهما الآخر.
2- ذهابك للدراسة العليا التي يأمل نفعها، أمر جيد، لكن لا يعني أن تنقطع في هذه المدة عن زيارة هذه البلد باستمرار، وتقديم ما يمكن تقديمه لأهلها.
3- إن كان والداك في حاجتك، أو يرغبان بقربك منهما، ففيهما فجاهد.
4- في حال استمرارك في البلدة كثف لنفسك البرامج العلمية، من قراءة للكتب وسماع للدروس وحضور للدورات المكثفة القصيرة، ودخول على مواقع الإنترنت التي تعنى بنقل الدروس، وغير ذلك من وسائل لتلقي العلم.
5- في أثناء إقامتك في هذه البلد حاول تأسيس قاعدة من الشباب تكون عوناً لك في تحمل أعباء الدعوة في ذلك البلد، حتى إذا سافرت أو شغلت أو حتى مت، تستمر ثمرة عملك.
6- عليك باستشارة بعض طلبة العلم الملمين بحاجات البلدة، ولهم دراية بك وبقدارتك، فهم أقرب إلى الصواب من رؤيتنا، فالحكم على الشيء فرع عن تصوره. وربما اختلفت أحوال البلدان أو السائلين فتختلف عليها الإجابة.
أسأل الله أن ينفع بك، وأن يجعلك مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر.