نحذّر من الحرام وأكل الحرام والكثير منا يتحيّن فرصة وجود طرق ملتويه تساعدنا على التعامي عن مشروعية تلك الطرق وغيرها الكثير..،والذي يزيد هذه المشكلة تفاقماً واتساعاً هو براعتنا وقدرتنا العجيبة عن البحث عن التبريرات والتعليلات حتى ولو كانت واهية، بل إنه حتى مع ارتكاب الذنب والفعل السيئ لا نجد كبير عناء في البحث عن تبريرات واهية نعلّل بها أنفسنا ولا نعلم أن إبليس هو صاحب هذه الوسيلة إذ بدأ بالتبريرات والتعليلات مبرهنا صحة عمله بمعصية الله فبدلاً من أن يستغفر ويعترف يقول " أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين " أما الطرف الآخر وهما آدم وحواء فكان جوابهما الاعتراف وهذا هو الأصل في الأعمال ولذلك فإن المشاكل والتخلف والتردي في الهاوية للمجتمع بأكمله لن يتوقف من وجهة نظري ما دام كل إنسان لديه الاستعداد التام للبحث عن مبررات لأعماله حتى ولو كان خطأها واضحاً كما الشمس في رابعة النهار.
ومن جانب آخر فإننا نعاني أيضاً من مشكلة أراها في اتساع مع الوقت ذلك أننا نهتم بالنافلة على حساب الواجب، إذ يتثاقل المربي والمعلم عن أداء واجبه وعمله اليومي بشكل واضح.. بل ويصل بالبعض منهم إلى التحايل على العمل وأداءه.. لكننا نجده في نفس الوقت نشيطاً بارعاً بالأمور النافلة خارج وقت الدوام ووقت العمل كالأعمال الخيرية والجمعيات التوعوية والدعوية.. وكأن الأجر لا يكون إلا بالأعمال التطوعية فقط.
هؤلاء الطلاب هم المرآة المعاكسة لهؤلاء المعلمين والمربين ولذلك فالسؤال يجب أن يوجه إلى المربين والمعلمين أنفسهم بمدى التزامهم في استجابتهم للتوجيهات والتحذيرات القرآنية والنبوية أم هي فقط سلوكيات آنيّة أمام الطلاب ومكاييج خارجية يلتزمون بها كإحدى متطلبات العمل سريعاً ما يتخلصون منها حالما ينعتقون من ذلك العبئ الوظيفي الذي فُرض عليهم، ولذلك فإن اليسر كل اليسر في التوجيه والتنظير ويصدق ذلك ويكذبه العمل.