المجيب عبد الله بن فهد السلوم
مدرس بثانوية الملك سعود
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/ أساليب الدعوة الصحيحة/دعوة الأقارب والأصدقاء
التاريخ 14-3-1424
السؤال
لدي صديق لا يمنعه من الوقاع المحرم إلا العادات والتقاليد وعدم توفر الداعرات، فكيف أنصحه؟ مع العلم أنه لا يخاف الله إلا لإرضاء والديه.
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
شكراً لثقتك واتصالك بنا في موقع " الإسلام اليوم "
صديقك الذي لا يمنعه من المحرمات إلا العادات والتقاليد، وعدم توفر الداعرات، ولا يخاف الله إلا لإرضاء والديه، نصيحتي له كالتالي:
هذا لابد له من علاج جذري يتعلق بزرع خوف الله في قلبه وتنمية التقوى لديه ويتم ذلك بالآتي:
(1) تذكيره بالموت.
(2) كل إنسان له هدف في هذه الحياة وكل يسعى لتحقيق هدفه وبلوغ غايته.
(3) كن مستشعراً أن الحياة مرة واحدة، فربما لم يبق من العمر إلا يوم أو ساعة، أو دقيقة، أو أكثر.
(4) التداوي بدواء القرآن، فإن الله - عز وجل- الذي خلق القلوب أنزل لها ما يهديها ويشفيها، ويقودها إلى النجاة، فإن الله سمى القرآن هدى وشفاء ونوراً ورحمة، وروحاً، فعليك به قال تعالى:"يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه".
(5) بما أنه صديقك فلا تكثر عليه من الكلام والتوبيخ والمعاتبة، ولكن بالتربية العملية واستغلال المواقف، وإثارة العاطفة لديه وتذكيره بمآسي المسلمين وعداوة الكافرين واعمل معه على زيارة المقابر وبعض المشايخ المؤثرين ومكاتب الجاليات وزيارة المرضى.
(6) هناك كتب تحكي قصص التائبين وكيف تبدلت حياتهم وذاقوا طعم الإيمان.
(7) ذكر ابن رجب - رحمه الله - في شرح الأربعين النووية أن نبياً من الأنبياء لما عصى قومُه وجاهروا بالمعاصي أوحى الله تعالى إليه فقال له: قل لقومك إن كنتم تعتقدون أن الله لا يراكم فقد كفرتم، وإن كنتم تعتقدون أن الله يراكم وتعملون ما تعملون فلم جعلتم الله أهون الناظرين إليكم".
(8) لابد من الحديث معه عن السعادة التي يطلبها كل مخلوق، وهي لا تتحقق إلا بالإيمان الصحيح والاستقامة على طاعة الله.
(9) الصلاة خير موضوع، وهي نور العبد الذي يخلصه من الفحشاء والمنكر، ولكنها لا تحقق للمصلي ذلك إلا إذا خشع فيها وتدبر ما يقول وحافظ عليها.
(10) حضور مجالس الذكر؛ كالمحاضرات والدروس العلمية ومجالس أهل الخير فإنها مجالس مرحومة تغشاها السكينة والرحمة، والملائكة، وبالله التوفيق يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، قال الله تعالى: "قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ" [الرعد: من الآية27] ، فإن من رجع إلى ربه يريد النجاة ورضاء ربه فإن الله يهديه.