المجيب د. عائشة الشهراني
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/ أساليب الدعوة الصحيحة/دعوة الأخوة والأخوات
التاريخ 19/09/1426هـ
السؤال
تريد أختي أن تلبس لباساً غير محتشم في إحدى المناسبات، وقد لاحظت أنها في الآونة الأخيرة بدأت تتساهل في قضية اللباس؛ وذلك بشرائها بعض الملابس القصيرة، وغير الساترة، وهي تجاهر بذلك. كما أنها تحب بعض الفتيات المتساهلات في أمور الشرع!! كذلك لديها الرغبة في الالتحاق بإحدى الجامعات التي لا نريدها؛ لما سمعنا عنها من سمعة سيئة، وهي متخرجة منذ العام الماضي، وحاولنا إقناعها بالالتحاق بقسم آخر، ولكن لم يتيسر لها القبول في القسم الذي تريده، ومضى عام، والآن من الصعب أن نمنعها فتبقى في المنزل، ومن الصعب أن نتركها تذهب لتلك الجامعة. أرشدونا ماذا نفعل؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
من السهل جداً أن أقدم لك نصائح مثالية بما يجب وبما لا يجب، وما هو الحلال وما هو الحرام، فالكل يعلم ما الصواب وما الخطأ، صغيراً كان هذا الشخص أم كبيراً.
ولكن حتى لا أفقد مصداقيتي معك ومع غيرك أقول لك يا بنيتي: إن أختك في العشرين من عمرها، ومثل هذه السلوكيات التي تتحدثين عنها تصدر من أمثالها من بعض الفتيات والشبان أيضاً؛ وذلك لأسباب كثيرة منها صغر السن، واتباع الموضة (الإعلام) والصحبة..الخ، وإن كنا لا نتفق معها في سلوكياتها فلا يعني ذلك أن نبالغ في انتقادها، ولكن نوجهها باللين والهدوء والمحبة والتغاضي بعض الأحيان، خصوصاً إذا كانت ترتدي هذه الملابس أمام نساء فقط؛ لأني أرى أن تلبسها بعلمكم وأنتم خلال ذلك تقدمون النصح بهدوء أفضل من أن تلبسها بدون علمكم أو مع رفضكم، وبذلك تنكسر الهيبة وتصبح غير مبالية، وأنا لدي ثقة كبيرة في الله -ومن خلال متابعتي لكثير من بناتي المراهقات والشابات- أنهن يتركن هذه السلوكيات إذا ما أحسنَّا التعامل معهن بهدوء وحجة وتقدير.
أما بالنسبة للجامعة فقد تألمت لهذه الفكرة التي تحملينها -يا ابنتي- عن مستوى هذه الجامعة، وسمعتها السيئة، فما هذه الفكرة السلبية سامحك الله، عندما قرأت رسالتك ظننتك تكتبين الرسالة من دولة غربية، وإذا بي أجد الرسالة من المملكة العربية السعودية، يا ابنتي إذا كان هناك "بعض الفتيات المقصرات" في تلك الجامعة فهناك آلاف الفتيات الطيبات، يا ابنتي لا توجد لدينا المدينة الفاضلة، ولا توجد المثالية التي تبحثين عنها، كل جامعة وكل مهنة وكل مؤسسة وكل مدينة فيها الطيب والرديء، فلا تحرموا أختكم من الانضمام للجامعة، بل شجعوها وساعدوها وعززوا ثقتكم بها، وإذا أخطأت فتقبلوا هذا الخطأ، وساعدوها لتجاوزه والاستفادة منه، ساعدوها أن تثق بكم وتتحدث معكم وتحاوركم، والخطأ وارد في هذه الجامعة وفي غيرها، وخوفكم عليها يزيد من حمايتكم، لها، وهذا بدوره يزيد من عنادها وأنانيتها، أعطوها مساحة من الحرية والحوار والقبول وتحمل مسؤولية تصرفاتها وقدراتها. وفقكم الله.