بأي التخصصات تنصحوني؟!

المجيب د. عبد الله بن عبد العزيز الزايدي

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/قضايا التعليم

التاريخ 30/12/1426هـ

السؤال

أنا طالبة في المرحلة الجامعية أدرس في كلية الصيدلية، والمشكلة التي أعايشها الآن هي

أنني دائما أشعر داخل قاعات الدراسة بأن العلم الذي أنهل منه ليس هو العلم الذي كنت أرغب في دراسته منذ سنين، فأحس أحيانا بالغربة، وأحيانا بالإحباط، وكثيراً ما أشعر عند استيقاظي صباحاً للذهاب إلى الجامعة بالهم، وأني أذهب إلى الجامعة من أجل حضور المحاضرات فقط، وكيلاً يحسب علي غياب ذلك اليوم.

فأنا أميل إلى دراسة علم الحديث، وخاصة مصطلح الحديث، وعلم رجال الحديث, لكني أرغب في الوقت نفسه في دراسة الفقه, فما العمل؟ وبماذا تنصحونني؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

الأخت الكريمة، وفقنا الله وإياك للعلم والعمل الصالح.

يمكنك الجمع بين دراسة الصيدلة وطلب العلم الشرعي، فإن كنت لا تعانين مشكلة تتعلق بالتزامك بالشرع أثناء الدراسة مثل الحجاب والاختلاط، فما الذي يمنع من دراستك للصيدلة، وقد تبحثين بحوثاً ينفع الله بها المسلمين في مجال تخصصك، والمسلمون بحاجة إلى أن يبدعوا في أمور العلم والطب والعلاج، وألا يبقوا عالة على غيرهم.

ويمكنك طلب العلم بحضور حلقات العلم في المساجد، وهذا النوع من الطلب أعظم نفعاً والطالب فيه أكثر إخلاصاً.

وكذلك بمتابعة دروس العلم في قناة المجد، وإذاعة القرآن الكريم.

وفي حال إصرارك على طلب العلم الشرعي بالدراسة النظامية، فأنصحك بدراسة الفقه لأسباب منها: حاجة المجتمع ولا سيما النساء للمرأة الفقيهة الداعية.

وأن دراسة الفقه في كلية الشريعة يحصل معها دراسة ما هو ضروري من علم الحديث خصوصاً أحاديث الأحكام.

وأما دراسة علم الحديث خصوصاً علم الرجال والجرح والتعديل فهو علم مقصود لغيره، وهو معرفة الصحيح من الحديث وغيره، وهذا الجانب من العلم قد خدم كثيراً وبأكثر من وسيلة. وبالتالي فالنفع المتوقع من مثلك بعد دراستك له لن يكون مثل النفع المتوقع إذا درست الفقه؛ لأنك لن تغيري فيما حكم عليه جهابذة علم الحديث من صحة أو ضعف. وبإمكانك معرفة ذلك بكل سهولة من خلال الكتب المتخصصة في الحكم على الأحاديث، كما أن الموسوعات الحديثية الموضوعة على الأقراص المدمجة تسهل عليك معرفة الحكم على الحديث بأسرع وقت ممكن. وبالتالي فإن دراسة الفقه -فيما أحسب- أكثر نفعاً لك ولغيرك. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015