علاقة بريئة ... فهل أقطعها؟

المجيب د. سعيد إسماعيل علي

أستاذ أصول التربية - جامعة عين شمس بمصر

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/قضايا التعليم

التاريخ 01/02/1427هـ

السؤال

أنا طالبة في السنة الأولى من الجامعة، والجامعة في بلدنا مختلطة، وبطبيعة الدراسة اضطررت إلى الاختلاط بمجموعة من شباب الكلية، وأقمت صداقات عديدة مع الجنسين، ولكنها لا تتعدى حدود الزمالة والدراسة، وعلاقتي بهم أخوية، ولكني كلما تكلمت معهم أشعر بتأنيب الضمير، وأحس بأني قد ارتكبت خطيئة، وأحاول تجنبهم ولكني لم أنجح في ذلك؛ لأنهم يعاملونني كأخت لهم، وأنا بطبعي لا أستطيع أن أحرج أحدًا حتى ولو أساء إلي، ولكن الله سبحانه وتعالى حرم الاختلاط. أرشدوني ماذا أفعل؟

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فأهلا بك -أختنا الكريمة- في موقع "الإسلام اليوم".. مع رجاء النفع بكل ما يقدم فيه من خير..

بنيتي الفاضلة:

أشعر من وراء سطورك بنفس رقيقة تسعى على وجل إلى مجافاة واقع تعوَّد عليه بعض الناس، فصار من قوته وسطوته بحيث أضحى تغييره والتحول عنه أمراً ثقيلاً على قلوب بعض الناس، مستغرباً في عيون وعقول آخرين؛ وهذه الدهشة الاجتماعية أو بمعنى أدق "الغربة" هي بداية سلوك الصراط المستقيم، الذي نسأله -سبحانه- أن يثبتنا عليه بقولنا في كل صلواتنا "إهدنا الصراط المستقيم"؛ وأود أن أقول لك، إن الأمر أمر عادة واعتياد، فكما تصرخ البنات اللاتي لم يجربن الاختلاط بالرجال في مدارس البنات -كما يصرخن إذا دخل عليهن أجنبي، لأنهن لم يعتدن على ذلك، فكذلك قد يُستغرب منك مجافاتك لواقع تحول فيه ما لا ينبغي -اختلاط وغيره- إلى أمر طبيعي، لكنك تستطيعين أن تجدي في جامعتك على الخير أعواناً من الطالبات الملتزمات والأخوات اللاتي يمارسن تعاليم وآداب الدين في وسط هذا الجو المختلط، فاتصلي بهن وتعاوني معهن، وبثي لهن حرجك، ولديهن الحل الواقعي الذي سيعفيك من هذا الحرج -بإذن الله تعالى-.

ليس حتماً ضرورياً -يا أختاه- أن تختلطي بزملائك الشباب، ومن السهل عليك -إن أردت الله والدار الآخرة- أن تغيري من واقعك خطوة خطوة، ولكن ليكن شعارك في التزامك "خذوا ما آتيناكم بقوة"..

بنيتي:

يشهد الواقع -خصوصاً في هذا الزمان- على ما يجره التساهل في الاختلاط بين الفتية والفتيات من مفاسد ومآس لا ينكرها إلا جاحد أو مكابر..

وهل أنت في ورع وتقوى مَنْ قال الله تعالى لهن: "فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا"..

أسأل الله تعالى أن يثبت على طريق الحق قدمك، وأن يشرح دائماً للإيمان صدرك، وأن يهدينا وإياك إلى سواء الصراط.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015