المجيب سامي بن عبد العزيز الماجد
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/عقبات في طريق التربية
التاريخ 18/8/1424هـ
السؤال
السلام عليكم. تزوجت امرأة مسلمة، وأنجبت منها ابنتين، لفترة طويلة كنت أرى زوجتي تخالف الشرع برغم محاولاتي لإصلاحها بدون فائدة، لدرجة أنها فضَّلت الطلاق على الانصياع للشرع، كذلك فضَّلت التحاكم للمحاكم الأمريكية في موضوع الطلاق بدلاً من المحاكم الإسلامية، وقد أعطتها المحكمة حق حضانة البنتين.
الآن هذه المرأة تعمل في متجر يبيع الخمور، وأنا مهتم بموضوع بناتي؛ لأنني أكره أن يأكلن من الحرام، ويجب أن يعرفن أن بيع الخمر حرام، وهذا ليس غريباً على عائلتها فأخوها يوزع الخمر على النوادي الليلية، ماذا أفعل تجاه بناتي؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله.
أعانك الله على ما تواجهه من آلام ومصائب، وجعل العقبى لك ولذريتك، وعوَّضك الله خيراً من هذه الزوجة.
ما فات لا حيلة لتصحيحه، ولا ينبغي الالتفات إليه، وإنما أنت معني بأمرين:
الأول: تربية ابنتيك، والثاني: البحث عن امرأة صالحة تحصن فرجك وتعينك على أمور دينك ودنياك، وتلد لك ذرية صالحة تدعو لك في ظهر الغيب.
أما ابنتاك فاجعل من سويعات زيارتهما فرصة لتربيتهما وتعليمهما الأخلاق الفاضلة، وتعظيم الله ومحبته، وعرفهما الحرام، وبين لهما الواجبات، وفي هذا الشأن عليك أن تبدأ معهما بالأهم فالأهم، مع مراعاة صغر سنهما، وتحبَّب إليهما ببعض الهدايا والعطايا وامنحهن من حنانك وعطفك ما يشوقهما إلى لقائك.
واحذر أن تجعل من هذه السويعات التي تلتقي فيها بابنتيك وقتاً للصراع والنزاع مع أمهما، فهذا عبث في حقك، ومفسدة في حق ابنتيك، ربما عاد عليك بالضرر وسبب لك جفاءهما ونفورهما عنك.
دع أمهما في غفلتها، وحاول أن لا تقابلها في تلك السويعات.
إن إصلاح حالك لا يكون بالرجوع إلى مناقشة الماضي مع شخص لم تعد تربطك به أي علاقة بعد أن فصل بينكما الطلاق، بل صلاح حالك بتحسس مواطئ قدميك الآن، والنظر في مستقبل حياتك، والتفكير الجاد لتصحيح المسار إلى حيث الوجهة السليمة.
وأهم الخطوات في هذا هو البحث المتأني عن زوجة صالحة ترضاها أماً لأولادك كما ترضاها زوجاً صالحة لك.
فابحث ولا تيئس واستعن بالله واصبر، وتعفف وألح في الدعاء وتحر مواطن الإجابة، ولا تستعجل الإجابة فتيأس وتنقطع عن الدعاء، فقد قال - صلى الله عليه وسلم-: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي" متفق عليه البخاري (5865) ، مسلم (4916، 4917، 4918) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
أما أكلهما من مال أمهما والذي كسبته من العمل في الحرام، فلهما غنمه وليس عليهما غرمه، فلا إثم عليهما في ذلك، إنما الإثم على أمهما.
أعانك الله ووفقك، وسدَّدك وهداك وحماك من الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ورزقك الزوجة المؤمنة العفيفة والذرية الصالحة. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.