المجيب فيصل بن عبد الله الحميقاني
مدرس بمدارس رياض الصالحين.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ انحرافات سلوكية/اخرى
التاريخ 27/08/1426هـ
السؤال
أنا متزوج وأعمل في بلاد الغربة وأعاني من معصية النظر الحرام، حيث حاولت مراراً عدم مشاهدة البرامج الإباحية، لكن كل مرة أعود دون أن أشعر. أرجو أن توجهوني إلى كيفية الإقلاع عن هذا الذنب، وأن تدعوا لي بأن يسهل الله لي عملاً بالقرب من أهلي.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
أخي الكريم: لمست في سؤالك شعوراً بالذنب الذي وقعت فيه، فهنيئاً لك هذا الإحساس، الذي ينبغي لك أن تستفيد منه في تحولك إلى العفة وحفظ البصر.
كثير ممن يقعون في الحرام يقعون فيه وهم لا يحسون بتأنيب الضمير، ولا يشعرون بالذنب، وهذا الإحساس ربما كان أشد من الذنب نفسه، أما التائب بعد الذنب فهو كمن لا ذنب له.
وإليك أخي هذه التوجيهات السريعة فيما يخص موضوعك:
(1) احذر أن يأتيك الشيطان يوماً ويوقعك في دائرة اليأس من ترك المعاصي، بل كلما وقعت في الذنب، كرر المحاولة بلا يأس.
(2) أظن أنك تقترف هذه المعصية في أماكن أو أزمان أو أحوال معينة، تسهل عليك الوقوع في هذه المعصية، فأفضل أمر لك أن تحاول التخلص من هذه الأمور -قدر استطاعتك-.
(3) لا بد أن أكون صادقاً معك، ووجه ذلك أن أقول لك: إن ترك مثل هذا النوع من المعاصي يحتاج إلى مجاهدة وصراع، في الغالب يكون المنتصر فيه الإيمان الكامن في نفسك: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا" فابتدئ بالمجاهدة، وسيعينك الله بعد ذلك.
(4) لعلي أثير في نفسك الحمية، هل ترضى أن تنشغل زوجتك أو إحدى محارمك برؤية مثل هذه الأفلام؟ إذن اتق الله فيهن، واحفظ حقهن، كما هن يحفظن حقك.
(5) لو أن شخصاً مهيباً، وصاحب دين وخلق اطلع عليك وأنت منهمك فيما أنت فيه، كيف سيكون حالك؟ إن كنت صاحب مروءة، وأنت كذلك -لا شك أنك ستكون في وضع لا تحسد عليه. أما علمت أن الله مطلع عليك في كل أحوالك، يعلم خائنة عينك وما يخفى صدرك!! وشتان بين الخالق والمخلوق.
(6) الجأ إلى الله بالدعاء الحار والمستمر، فهو الذي يعصمك من المعاصي وهو الذي يوفقك للخير، والله سميع مجيب.
اللهم أهد قلبه، ووفقه لهداك، واجعل عمله في رضاك.