(3) العزم الأكيد على عدم العودة إليه مرة أخرى.
فسارعي بالتوبة يا أمة الله بمجرد قراءتك لهذه الكلمات، وأذرفي الدمع سخيناً سخياً على ما فات، عسى الله أن يطلع عليك بعين الرضا، فيتوب عليك ويقبلك، فلا تقنطي من رحمة الله. عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "إن الله -تعالى- يبسط يده بالليل؛ ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار؛ ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها" أخرجه مسلم (2759) .
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه" أخرجه مسلم (2703) ، وهناك أمور يجب عليك أن تراعيها وهي:
(1) البعد كل البعد عن مصاحبة أهل الشر والفجور من نساء ورجال، فيجب أن تقطعي علاقتك بكل صاحب سوء وخصوصاً من كانت لك معه علاقات آثمة.
(2) البعد عن كل شيء يثير شهوتك، ويزيد من فورانها، سواء كان هذا مسموعاً أو مشاهداً أو مقروءاً.
(3) الإكثار من الاستغفار والمحافظة على الصلاة، وقيام الليل، وقراءة القرآن وقراءة ما ينفعك في دينك ودنياك وسماع الأشرطة الإسلامية النافعة.
(4) عليك دائماً أن تتذكري أن الله يطلع عليك ويراك، فاحرصي أن يراك حيث أمرك ويفتقدك حيث نهاك.
(5) عليك بمصاحبة أهل الخير، وحضور مجالس العلم والذكر.
(6) عليك الإسراع بالزواج إذا تقدم لك شاب صاحب دين وخلق، فهذا أجمل لك وأستر.
(7) عليك بغض البصر عن كل ما حرم الله عليك من النظر إلى الرجال وكل ما يثير شهوتك؛ امتثالاً لأمر الله - تعالى-: "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن" [النور: 31] .
(8) عليك أن تشغلي نفسك بطاعة الله؛ لأن النفس إذا لم تشغليها بطاعة الله شغلتك بالمعصية.
(9) إذا كان عندك شهوة قوية ولم يتيسر لك الزواج بعد فعليك بالصوم؛ لأن الصوم يحد من لهيب الشهوة، ويطفئ من نارها، عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء" متفق عليه البخاري (1905-5065) ، ومسلم (1400) ، ومعنى قوله: "فإنه له وجاء" أي وقاية له من الوقوع في الحرام، والنساء في ذلك مثل الرجال؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم-: "إن النساء شقائق الرجال" رواه الترمذي (113) وأبو داود (236) من حديث عائشة - رضي الله عنها -.
(10) عليك بالتحلي بالعفاف والحشمة والوقار حتى ييسر الله أمر زواجك قال -تعالى-: "وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنهم الله من فضله" [النور: 33] .
(11) عليك بالالتزام بشرع الله في كل كبيرة وصغيرة، وعليك بارتداء الحجاب الشرعي والمحافظة على سمعتك وسمعة أهلك.
(12) عليك بكثرة الدعاء والتضرع إلى الله واللجوء إليه بأن يقبل الله توبتك ويغفر زلتك، ويستر عيبتك، ويعفو عن خطيئتك، ويطهر قلبك، ويحفظ فرجك، وييسر أمرك بالزواج، وأبشري بخير فهو - سبحانه - القائل: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان" [البقرة: 186] ، وقال -تعالى-: "أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء" [النمل: 62] .